بن بيلا: القذافي دافع عن الثوابت العربية 30 عاما ولا داعي لتصيد الأخطاء

TT

عكس ما ساد من أجواء التشاؤم إزاء المستقبل العربي والانتقادات الموجهة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أكد الرئيس الجزائري الأسبق ورئيس «ملتقى الحوار العربي الثوري» أحمد بن بيلا انه ضد النظرة التشاؤمية باعتبارها حالة غير صحية سياسيا في الوطن العربي خاصة مع وجود بوادر ايجابية تمثلت في انكسار اسرائيل في جنوب لبنان على يد «حزب الله»، وعودة الانتفاضة الفلسطينية بالاضافة الى وجود ارادة وثقافة عربية اسلامية لم يستطع النظام العالمي والاستعمار اختراقها.

وقال بن بيلا في لقائه مع رموز القوى الحزبية والشعبية المصرية أمس بمقر الحزب الناصري المعارض بالقاهرة، «أشعر بأن الروح قد عادت الى الجسد العربي وان اسرائيل تعيش في مأزق خطير». وأكد رفضه مسألة المفاوضات أو امكانية حل الصراع العربي ـ الاسرائيلي سلميا قائلا «لا حلول وسط في هذه القضية المصيرية فإما نحن أو هم وان اتهمني البعض بالعنصرية». وفي تعليقه على القمة العربية الأخيرة طالب بن بيلا بترك مساحة تكتيكية للحكام بما لا يعني خلط الأوراق والقفز على ثوابت الأمة.

ودافع بن بيلا عن القذافي وما تردد عن مطالبته القادة العرب بضم اسرائيل الى الجامعة العربية، مذكرا بأن القذافي التزم بالثوابت القومية منذ ما يزيد على 30 عاما دفع خلالها ثمنا باهظا وكان هدفا للاغتيال المتكرر. وقال «لا يجب تصيد الاخطاء، كما أننا ليس لدينا النص الحقيقي لتصريحاته والصحف قد تنفخ في أشياء غير حقيقية. القذافي قد يكون تحدث في أشياء لا نقبلها لكنه لم يتراجع». وطالب باعطاء أولوية لقضيتي فلسطين والعراق «لأنهما مترابطتان»، مشيرا الى تصريح رئيس الاركان الاسرائيلي حول قلق اسرائيل من التقارب السوري ـ العراقي ـ الايراني «الذي يجب أن نضعه في الاعتبار ونفعل عكس ما يريد عدونا ونتقارب أكثر».

من جانبه وصف ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري الوضع العربي الحالي بأنه يسير من تعثر الى تعثر ومن سيئ الى أسوأ، وهو ما يتطلب جهودا شعبية بعد فشل مؤتمرات الرؤساء التي لا تستجيب لطموحات الشعوب وليست قادرة على تأدية ما تحتاجه اللحظات الراهنة من النضال». وحذر من أن «استمرار تجاهل القادة العرب لطموحات شعوبهم سوف يقودنا الى طريق لا نعرف مداه، وستتواصل الانكسارات العربية». وأكد رئيس حزب العمل ـ المجمد ـ ابراهيم شكري ان الموقف «لم يعد يحتمل أي انتظار، والشعوب العربية أصبحت لديها قناعة بأن الأمور تسير في طريق مسدود، والمواطن العربي العادي له آماله ويرغب أن يكون له كلمة في وطنه الصغير والكبير». وطالب بالتركيز على التواصل بين الفعاليات العربية «ليس لصالح الوطن فحسب وانما لصالح المبادئ والقيم وقطع الطريق على القوى التي تستهدفنا وترغب في تشتيتنا وجعلنا في نزاع داخلي لاعطاء الفرصة لهم للتحكم فينا.