خبراء في مجال السلام منقسمون حول دور بيريس «المعتدل» في حكومة «الصقر» شارون

TT

استوكهولم ـ أ.ف.ب: عندما بدأ وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس جولته الحالية في العواصم الاوروبية بغرض شرح السياسة الامنية لبلاده، طرح من التفاهم السؤال التالي على انفسهم: الى اي مدى تعكس طروحات بيريس «المعتدل» النيات الحقيقية لرئيس الحكومة الاسرائيلية «الصقر» ارييل شارون؟

ويشارك المراقبون والمختصون وجهة النظر هذه، إذ يعتقد بعضهم ان بيريس هو مجرد انتهازي مستعد للمجازفة بنفسه مع خصم سياسي من اجل البقاء في منصبه، بينما يرى آخرون ان هذا الشخص الحائز جائزة نوبل للسلام عام 1994 مصمم على التوصل الى تسوية عن طريق المفاوضات مع الفلسطينيين عبر التحرك من داخل الحكومة الاسرائيلية.

وقالت ماريانا هايبرغ من المعهد النرويجي للسياسة الخارحية وصديقة وزير الخارجية الاسرائيلي «بعض المحللين يرى بيريس بمثابة حصان السيرك الذي يشعر بانه مرغم على تأدية عرضه الخاص فور شم رائحة النشارة، في حين يعتقد غيرهم ان بيريس يضع مصداقيته على المحك لكي يشد حكومة شارون باتجاه الوسط، حيث للسلام فرصة ما». واضافت «في الواقع، انه مقتنع بان مكانته الشخصية المهمة جدا والاصدقاء في العالم العربي والولايات المتحدة واوروبا وعلاقاته الجيدة مع (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات ستمنح حكومة شارون انفتاحا ما».

ومن جهتها، رأت كاري كرامة الاختصاصية في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية بالمعهد النرويجي عكس ذلك، فاعتبرت ان بيريس هو «مبعوث اسرائيل الى الخارج للعناية بصورتها عندما يتصاعد التوتر مع الفلسطينيين. لكن ذلك لا يغير شيئا مما يحصل على الارض». واضافت «مع بيريس كوزير للخارجية، فان مصداقية اسرائيل باتت تشهد تدهورا» على الساحة الدولية.

بدوره، قال مدير مؤسسة نوبل غاير لوندشتاد ردا على سؤال عما اذا كان بيريس لا يزال يستحق الجائزة التي منحت له بالمشاركة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين وعرفات «لا نشعر بالندم لمنحه الجائزة»، مضيفا ان «الظروف تشهد تطورات وعلى رجال السياسة ان يتكيفوا معها». ورأى مدير قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية السويدية جون هاغارد ان «السؤال ليس معرفة ما اذا كان بيريس يتمتع بمصداقية في الخارج اكثر مما في بلاده» وإنما «الامر يتعلق برؤية ما اذا كان سينجح في اقناع حكومته باستئناف التعاون الامني مع الفلسطينيين وانهاء الاستيطان والسماح بقيام مجتمع مزدهر».