الملك عبد الله سيطالب إدارة بوش بدور أكبر في الشرق الأوسط

TT

بعد 6 اشهر من العنف الاسرائيلي ـ الفلسطيني والاحباط الاقتصادي المتزايد في الاردن، يصل الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن الى واشنطن برسالة بسيطة الى ادارة بوش: المساعدة.

وقال الملك عبد الله للصحافيين في لندن في طريقه للولايات المتحدة في اول زيارة له منذ تولي بوش السلطة «اعتقد ان من الضروري على الولايات المتحدة القيام بدور اكبر» في استقرار المنطقة.

وكان بوش قد ذكر انه سيكون اقل تدخلا في جهود تحقيق السلام في الشرق الاوسط اكثر من الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي حاول شخصيا التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. وحذر الملك عبد الله من ان اي فراغ سيؤدي الى مزيد من إسالة الدماء في المنطقة.

وأوضح ان «الفراغ سيؤدي الى مزيد من المشاكل على المدى الطويل اكثر مما سيحل». واضاف الملك البالغ من العمر 39 سنة «هل سننتظر شهرين او ثلاثة من العنف والمآسي حتى يقرر احد ان الأمر زاد عن حده»؟

تجدر الاشارة الى ان طلبه المساعدة هو تكرار لما سمعه بوش هذا الاسبوع من حليف اساسي للولايات المتحدة في العالم العربي هو الرئيس المصري حسني مبارك.

وتتعارض دعوتهما مع روح مؤتمر القمة العربي الذي اختتم اعماله في عمان في الاسبوع الماضي ومع المشاعر المعادية لأميركا التي انتشرت في العالم العربي ابتداء من الخريف الماضي مع تزايد المصادمات بين اسرائيل والفلسطينيين.

وكان زعماء الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية قد اقروا بيانا ختاميا لم يشر الى الرغبة في تدخل الولايات المتحدة في المنطقة، ولكنه امتدح الانتفاضة الفلسطينية ودعا الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ دور اكثر ايجابية. وكانت الاشارة الوحيدة للولايات المتحدة هو «السخط الشديد» بخصوص الفيتو الاميركي على قرار مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام في اسرائيل. واعتبر البيان العراق دولة مرشحة للاصلاح، وليست تهديدا كما تراه الولايات المتحدة.

وقد عكس المؤتمر الضغوط على الاردن. فالاردن التي لا يزيد عدد سكانه على خمسة ملايين ليس به قاعدة موارد طبيعية ويعتمد اقتصاده على المساعدات من الولايات المتحدة ودول الخليج والعراق، الذي يقدم النفط بأسعار مخفضة للأردن. ان التوتر الناجم عن انتقاد الولايات المتحدة من ناحية وطلب المساعدة من ناحية اخرى لم يخف على الشارع الأردني، حيث زادت الشكوك حول قدرة الملك عبد الله على التعامل مع سياسات المنطقة المعقدة، في العامين الماضيين منذ وصوله الى السلطة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»