إسرائيل تكشف عن هوية ضابط الأمن الكبير الذي باع السلاح للفلسطينيين

TT

كشف النقاب في اسرائيل امس عن ان تاجر الاسلحة جان ـ بيير الراز الذي باع عشرات البنادق الى الفلسطينيين كان ضابط امن في المخابرات الاسرائيلية عرف باخلاصه لها ومستواه المهني مما ساعد في تعيينه حارسا شخصيا لعدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، بينهم رئيس الحكومة الاسبق مناحيم بيغن، ورئيس الحكومة الحالي ارييل شارون.

وقال الراز في معرض الدفاع عن نفسه انه خلال عمله في المخابرات قتل بيديه 80 شخصا معاديا (يقصد عربا وفلسطينيين). وان موقفه السياسي والوطني لم يتغير، لكن ازمته الاقتصادية هي التي دفعته الى القيام بسرقة الاسلحة وقتل ضباط امن اسرائيلي وبيع الاسلحة الى الفلسطينيين.

والراز الذي سمحت المحكمة الاسرائيلية امس فقط بالكشف ان اسمه، هو مقاول ثانوي لاعمال البناء ويبلغ من العمر 48 سنة، ويسكن في احدى مستوطنات خليج حيفا، وهو امضى جل عمره في الخدمة في الجيش الاسرائيلي ضمن اهم الوحدات القتالية المختارة. وخدم فترة في لبنان في اطار خدمته في طراز الاستخبارات قبل ان يجري اختياره للعمل في جهاز الامن الخاص بحماية الشخصيات الرفيعة. فكان يدخل اجتماعات الحكومة، ويقف حارساعلى باب القاعة يمنع ويسمح بالدخول. ثم عين حارسا شخصيا لوزير الخارجية الاسبق ديفيد ليفي، ثم لشارون عندما كان وزيرا للاسكان في حكومة اسحق شامير وكان قبل ذلك حارسا لرئيس الوزراء آنذاك بيغن.

وكان الراز قد اعتقل في الاسبوع الماضي، فاعترف بقتل اسحق كبرتيتش، ضابط الامن في كيبوتس (تعاونية استيطانية) المنارة القائم على حدود لبنان، وسرقة 70 قطعة سلاح (بنادق ومسدسات ومدفع رشاش وقنابل وغيرها). وشاركه في تلك العملية خمسة شبان من قرية سالم (فلسطينيي 48) هم محمد واحمد ومحمود ورائد ابو بكر وحلمي الرفاعي.

واتضح من اعترافات الجميع ان الراز اختلى بالضابط كبرتيتش، في حين انشغل الشبان العرب بافراغ المخزن من الاسلحة، لكن هناك خلافا حول مسألة القتل، فالشرطة تتهم الراز بقتل كبرتيتش بشكل متعمد، لانه ـ على ما يبدو ـ اكتشف حقيقة مخططه لسرقة الاسلحة، بينما يدعي الراز ان ضابط الامن كان شريكا في الصفقة وانه تلقى على الحساب مبلغ 100 الف شيكل (22 الف دولار) من ثمنها، وبقيت له 60 الفا (14 الف دولار) طالبه بدفعها بشكل مفاجئ «ولما قلت له انني لا احمل المبلغ الان، وسأعود اليه في اليوم التالي لتسليمه المبلغ اشهر مسدسه في وجهي وهددني بالقتل. عندها لم احتمل تصرفه، فامسكته بقبضة يدي لكي ابعد المسدس وضغطت على يده وسببت له الالم، وخلال العراك بيننا افلتت رصاصة واستقرت في رأسه».

والامر الذي يتفق عليه الجميع، هو ان هذه الاسلحة بيعت لجهات فلسطينية معارضة. وحسب تقرير للمخابرات الاسرائيلية فان الشاب الانتحاري، ضياء حسين الطويل، الذي فجر نفسه في القدس الاثنين قبل الماضي، كان قد قدم رسالة صوتية الى شعبه قبل توجهه الى العملية وظهر فيها على خلفية جدار مليء بالاسلحة. وقد اكتشف خبراء السلاح في الجهاز الاسرائيلي من التحاليل التي اجروها على الفيلم ان بعض الاسلحة التي سرقت من مخزن المنارة ظهر في ذلك الشريط.