نصر الله يدافع عن الوجود السوري في لبنان ويؤكد أنه «أكثر من حاجة إقليمية وداخلية»

قال في احتفال «حزب الله» بذكرى عاشوراء إن دعوات صفير «ليست محل إجماع وطني»

TT

«اعلن باسم كل هذه الحشود ان الوجود السوري في لبنان هو اكثر من حاجة اقليمية وداخلية». بهذه العبارة اختتم الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله كلمته التي القاها في الاحتفال المركزي الذي اقامه الحزب لاحياء ذكرى عاشوراء في ضاحية بيروت الجنوبية امس.

وذهب نصر الله الى ابعد من ذلك امام حشد كبير من المشاركين قدرته بعض المصادر بنحو مائتي الف شخص مؤكداً ان هذا الوجود «واجب قومي على سورية ان تؤديه». ووجه انتقاداً غير مباشر للبطريرك الماروني نصر الله صفير، رافضاً ان «تأخذ فئة لبنانية او زعيم ديني او سياسي موقفاً ويعلنه ويطرحه على انه موقف وطني».

وكانت الضاحية الجنوبية لبيروت امس مسرحاً لمسيرات شعبية اقيمت احتفالاً بالذكرى، تجمعت في نهاية مسارها في محلة صفير حيث القى نصر الله كلمة دافع فيها عن الوجود السوري في لبنان.

وقال: «الجميع يعرف ان سورية ساعدت اللبنانيين على بناء مؤسسات دولتهم المفككة والممزقة والضائعة. واصبح لنا جيش واحد وحكومة واحدة بعدما كان هناك جيشان وحكومتان. وسورية حمت المقاومة وساندتها طوال سنوات المواجهة والقتال». واضاف: «طرحت قضية الوجود العسكري السوري بقوة وطرحت على انها مطلب وطني لبناني وان الذي يطالب بخروج القوات السورية انما يتحدث باسم اللبنانيين جميعاً وباسم الوطنيين جميعاً. هذا ليس صحيحاً. من يطالب انما يطالب باسمه وباسم من يؤيده. نحن هنا كفئة وشريحة وتيار كبير من اللبنانيين ومعنا اكثرية اللبنانيين لها رأي آخر ووجهة نظر اخرى ورؤية اخرى». وتابع: «لا اتهم ولا اخوّن ولكنني اسأل بحرص لماذا كان بعض الناس يتحدث عن دورة العنف في الجنوب والاقتتال في الجنوب؟ ولماذا قتال العدو الصهيوني المحتل للارض القاتل المرتكب للمجازر والذي يعتقل مئات وآلاف اللبنانيين في السجون، يحتاج الى اجماع وطني، فيما المطالبة باخراج الصديق والمساند والمدافع والحامي، اي الجيش السوري، والقوات السورية لا يحتاج الى اجماع وطني؟ يمكن لفئة لبنانية او لزعيم ديني او سياسي لبناني ان يأخذ موقفاً ويعلنه ويطرحه موقفاً وطنياً كيف ولماذا؟ ولماذ العمل من اجل تحرير مزارع شبعا واستعادة ابنائنا واخواننا في السجون الاسرائيلية يلزمه اجماع وطني؟ وقتال العدو من جديد يلزمه اجماع وطني فيما اخراج الشقيق والاخ لا يحتاج الى اجماع وطني؟».

وسأل نصر الله: «لماذا نجد هذا الاصرار كله في المطالبة بعودة آلاف العملاء الذين لم يسلموا انفسهم الى القضاء اللبناني الى لبنان وهم يرون ان احكام القضاء اللبناني متساهلة جداً، ومع ذلك لا يعودون وهم لا يسلمون انفسهم؟ وترتفع الاصوات وتصبح قضية وطنية انسانية ان يعود العملاء وان تعطى لهم ضمانات والا يتعرض لهم بالسوء وان يطالب بالعفو عن العملاء المسجونين لدى القضاء اللبناني وتصبح قضية انسانية. من قتلنا واعتقلنا وقصفنا وارتكب المجازر من اللبنانيين العملاء يجب ان يعودوا وان يعفى عنهم في لبنان. اما السوريون الذين قاتلوا معنا ودافعوا عنا وحمونا وكانوا الى جانبنا، هؤلاء يجب ان يحاسبوا وان يوضعوا في دائرة الشبهات والاتهام ويجب ان يخرجوا من لبنان؟».

وقال نصر الله: «عندما تحصل عملية في الجنوب او في مزارع شبعا تقوم قيامة هذه الاصوات لتقول ان المقاومة تريد ان تدمر المناخ الاستثماري في لبنان وتريد ان تعطل النهوض الاقتصادي في لبنان. وهم مخطئون في ما يقولون. المقاومة هي من اهم شروط تأمين المناخ الاستثماري في لبنان. والمقاومة هي من اهم شروط قيام نهوض اقتصادي في لبنان، لأن المقاومة اوجدت عند الحدود توازن رعب مع هذا العدو فلم يعد قصف البنى التحتية والاخلال بأمن اللبنانيين نزهة او عملاً بسيطاً».

واستغرب نصر الله «الطعن المستمر من قبل البعض برئيس الجمهورية في لبنان اميل لحود الذي كان وما زال، كرأس للدولة، من اهم عناصر قوة الموقف في الدفاع عن لبنان ومواجهة التهديدات الصهيونية سابقاً وحالياً». وقال: «كلنا يتذكر عندما جاء سلاح الجو الاسرائيلي وضرب البنى التحتية كان يراهن على فتنة بين الدولة والمقاومة وبين الشعب والمقاومة. وان هذا الرئيس كان له موقفه الكبير الذي لا ينسى والذي ساهم في تضييع هذه الفرصة على الصهاينة، فلماذا الاصرار على طرح مسائل خلافية بهذه السرعة لنعيد البلاد الى الوراء؟».

وختم نصر الله قائلاً: «اعلن باسم كل هذه الحشود ان الوجود السوري في لبنان هو اكثر من حاجة اقليمية للبنان ومن حاجة داخلية للبنان بل اريد ان اضيف ان وجود القوات السورية في لبنان هو واجب قومي على سورية يجب ان تؤديه وان تقوم به كما فعلت في الماضي».