ارتفعت حدة المخاوف داخل الاوساط الصحافية المصرية من احتمالات عودة مجلس الشورى لمناقشة مشروع قانون الوثائق الذي تقرر تأجيله أخيراً ولم يتم تجميده بشكل نهائي بعد ان لاقى انتقادات شديدة من قوى المعارضة والصحف الحزبية لتضمنه أحكاماً قاسية تصل للحبس لكل صحافي ينشر معلومات وثائقية ترى الحكومة انها تضر بالصالح العام.
وزاد من حدة هذه المخاوف انشغال الأوساط الصحافية حالياً بمعارك داخلية في شكل اعتصامات واضرابات عن العمل داخل مقر نقابة الصحافيين بوسط القاهرة احتجاجاً على عدم وفاء غالبية صحف المعارضة بدفع مرتبات الصحافيين بشكل منتظم وهو ما تبرره أحزاب المعارضة بتضييق الوزارات والهيئات الحكومية الخناق عليها بعدم نشر اعلاناتها التجارية في صحف المعارضة.
وفيما أعلن صحافيو جريدة «العربي» الصادرة عن الحزب الناصري المعارض عن استمرار اعتصامهم لحين صرف مرتباتهم المتأخرة هدد صحافيون بجريدة «الحقيقة» الصادرة عن حزب الاحرار المعارض تنظيم اضراب شامل خلال الايام المقبلة في حالة عدم نجاح لجنة تسوية المنازعات بالنقابة في حل أزمتهم مع الجريدة والذين قالوا في مذكرة ساخنة الى نقيب الصحافيين المصريين ابراهيم نافع انهم لم يحصلوا على مرتباتهم منذ أشهر ولم يقم رئيس تحرير الجريدة محمد عامر بدفع التأمينات الاجتماعية على العاملين بالجريدة منذ 3 سنوات مما يمثل تهديداً خطيراً لأسر الصحافيين في حالة تعرضهم لمكروه مستقبلا.
وما بين اعتصام صحافيي الحزب الناصري وتهديد صحافيي حزب الاحرار باضراب شامل اقنع يحيى قلاش سكرتير عام نقابة الصحافيين المصريين صحافيي جريدة «النبأ» وهي من الصحف المستقلة واسعة الانتشار بفض اعتصام شامل كانوا قد بدأوا فيه قبل يومين احتجاجاً على قيام رئيس تحرير الجريدة بطردهم من العمل كما يقولون في مذكرات مقدمة لنقيب الصحافيين وعدم صرف مرتباتهم بالاضافة الى عدم نقل 8 صحافيين «تحت التمرين» الى جدول المشتغلين.
وعلى مستوى حزب العمل المعارض و«المجمد حالياً» ترتفع صيحات القوى السياسية والحزبية بعودة جريدة «الشعب» المتوقفة عن الصدور بقرار من لجنة شؤون الاحزاب رغم صدور 11 حكماً قضائياً بعودة الجريدة ولكن الحكومة ترفض تنفيذ هذه الأحكام بحجة ان الحزب الذي ستصدر عنه الجريدة متوقف وترفض الاوساط الصحافية هذا التبرير وتصر على عودة الجريدة واعادة صرف مرتبات الصحافيين بها والتي اخطرت النقابة الى صرفها من موارد أخرى، وقد تضامنت 5 صحف مصرية مع «الشعب» بالاحتجاب عن الصدور لمدة اسبوع وهي «الاسبوع» و«القرار» و«آفاق عربية» و«حديث المدينة» ثم جريدة «الحقيقة» ذات التوجه الاسلامي المشابه الى حد كبير وفي الخط السياسي لجريدة «الشعب».