باريس لم تقتنع بتفسيرات بيريس وطلبت إجراءات لخفض العنف

TT

نقل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى وزير خارجية اسرائيل شيمعون بيريس، الذي استقبله امس الاول، رسالة ذات ابعاد ثلاثة: الاول هو التعبير عن قلق فرنسا ازاء الدرجة التي وصل اليها العنف في الاراضي الفلسطينية، والثاني ضرورة القيام بكل ما يمكن من الاجراءات وتدابير من شأنها المساعدة على خفض العنف وتحاشي مزيد من التصعيد، اما البعد الثالث للرسالة الفرنسية، كما قالت مصادر رئاسية، فيتمثل في ان فرنسا تريد ان يوصل الطرفان خيوط الحوار المنقطع مع التأكيد ان باريس تدعم كل المبادرات التي من شأنها المساهمة في استئناف الحوار الفلسطيني ـ الاسرائيلي.

ومن بين المقصود بالمبادرات، المبادرة المصرية ـ الاردنية التي نقلها الرئيس مبارك نهاية الاسبوع الماضي الى شيراك عند توقفه في باريس، في طريقه الى واشنطن. غير ان بيريس سارع، عقب لقائه شيراك، الى القول ان اسرائيل ترفض المبادرة المصرية ـ الاردنية «لأن السبيل الوحيد لحل المشاكل (بين الفلسطينيين والاسرائيليين) هو المفاوضات المباشرة، حيث يفترض بكل طرف ان يقدم تنازلات للوصول الى تسوية».

وكان بيريس، الذي لم يمض في باريس يوم الثلاثاء، سوى ساعات، قد اجتمع بداية بنظيره هوبير فيدرين قبل ان يستقبله الرئيس الفرنسي ويستضيفه رئيس الحكومة ضيفا على العشاء.

ووفق مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية، فان زيارة بيريس الى باريس تهدف بالدرجة الاولى الى اقناع فرنسا بضرورة ممارسة ضغوط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لايقاف الانتفاضة والعنف الذي يرافقها.

لكن يبدو ان شروحات بيريس في باريس لم تلاق الصدى الذي كان يبحث عنه الوزير الاسرائيلي. فمن جهة لا تعتقد باريس ان العنف الراهن تقع مسؤوليته على الفلسطينيين وحدهم. وقبل ايام اكد الوزير فيدرين ان «التعامل العسكري» مع الانتفاضة ليس السبيل لوقف العنف بل «الافق السياسي». ومن جهة ثانية، تطلب باريس من الطرفين تدابير حاسمة لخفض العنف ولا تحكر طلبها بالضغط على عرفات لوقف الانتفاضة. كذلك، فان باريس تريد استئناف المفاوضات مع الاخذ بعين الاعتبار التقدم الذي حصل في كامب ديفيد وهو ما ترفضه اسرائيل.

وفي أي حال، فان بيريس استفاد من باريس، المحطة الثالثة في جولته الاوروبية، للدفاع عن سياسة اسرائيل ولتحميل عرفات والفلسطينيين وزر الوضع القائم. واكد بيريس ان عرفات «ارتكب خطأ فادحا» برفضه مقترحات كلينتون التي «قدمت للفلسطينيين 97 في المائة من الاراضي الفلسطينية وتساءل: لماذا رفض عرفات هذه المقترحات؟ واضاف بيريس: «هذه المقترحات لم تعد موجودة لان عرفات رفضها».

وحرص بيريس على التأكيد انه «لا يمكن تغيير الوضع باللجوء الى القوة وحدها اذ ان الطريق الوحيد (للحل) هو المفاوضات». واكد بيريس، الى ذلك، ان اسرائيل «مستعدة لتنفيذ اتفاقات السلام» التي وقعت (سابقا) ولوصل الحوار مع عرفات الذي وصفه بانه «شريك (اسرائيل) رغم الخطأ الكبير الذي ارتكبه». وعاد بيريس الى القول ان اساس المفاوضات هو القراران 242 و338 في مجلس الامن اللذان يقولان بمبدأ السلام مقابل الارض.