الباز: زيارة مبارك لأميركا حققت أهدافها مصريا وعربيا رغم الاختلاف حول العراق

TT

أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية الدكتور اسامة الباز ان زيارة الرئيس حسني مبارك لواشنطن حققت اهدافها الرئيسية وشرحت المواقف المصرية والمطالب العربية للادارة الاميركية الجديدة، حتى لا تقع تحت تأثير جانب معين.

وأوضح الباز في حديث للتلفزيون المصري ان القمة الاميركية ـ المصرية بحثت قضايا كثيرة أولها قضية السلام والوضع في الشرق الاوسط، مشيراً الى ان الوضع في منطقة الشرق الاوسط يتهدده المأزق الذي ادخلت اسرائيل عملية السلام فيه وأرادت ان تعامل الشعب الفلسطيني كما لو كان أسيراً وتفرض عليه الاستسلام، وأضاف ان الرئيس مبارك كان يقصد بالزيارة ليس مجرد اطلاع الاميركيين على الحقائق ولكن ايضاً محاولة التأثير في الموقف الاميركي حتى لا تستأثر اسرائيل بهذا التأثير، وشدد على ان زيارة الرئيس مبارك اثمرت نتائج طيبة الى حد كبير لانها أسهمت في ايضاح الصورة بطريقة أكثر توازناً عن ذي قبل.

وأعرب الباز عن اعتقاده بأن الادارة الاميركية وجدت ان من مصلحتها ان توجه اهتمامها الأساسي الى الشؤون الداخلية فبدأت بعملية تخفيض الضرائب على الشرائح العليا بهدف توفير مبالغ من الأموال تستثمر لايجاد تنمية ورواج في الاقتصاد الاميركي حيث شهد الاقتصاد الاميركي في الفترة الأخيرة قدراً من الانكماش وتناقصت أسعار الأسهم والسندات وهددت شركات كبيرة بالافلاس، وشرعت في تنفيذ برنامج خفض الضرائب ليصل لأكثر من تريليون دولار.

أما الاهتمام الثاني للادارة الاميركية في الداخل ايضاً فيتمثل في توفير الطاقة الى جانب مشكلة التعليم وكيفية مواجهة الجرائم خاصة بين الصغار، فكل هذه القضايا ملحة ونحن لا نلوم الولايات المتحدة على اهتمامها بها.

وعن مدى الاختلاف في وجهات النظر المصرية الاميركية بخصوص الأزمة العراقية ورفع المعاناة عن الشعب العراقي، قال الباز ان الولايات المتحدة تنظر الى المشكلة العراقية بأنه لابد من استمرار الضغط على النظام في بغداد الى ان يتغير النظام القائم هناك، وان هذا يتأتى بالتشدد البالغ بالنسبة للتحقق من اسلحة الدمار الشامل، وهذه القضية يمكن ان تستغرق وقتاً طويلا، لان هناك نوعاً من أسلحة الدمار الشامل يسهل التحقق منه وهو السلاح النووي، ولكنهم يتحدثون عن النوعين الآخرين من أسلحة الدمار الشامل، وهما الكيماوي والبيولوجي والجرثومي اللذين لا يحتاجان الى ترتيبات خاصة، مؤكداً انه اذا كانت المسألة تقوم على أساس التعنت فيمكن لأي دولة ان تواجه التحقق والتفتيش كما انه من الصعب القول بأن العراق قد أوفى بمسؤولياته.

وأوضح الباز ان هدفنا حالياً هو ان نخفف المعاناة الى حد كبير عن الشعب العراقي لاننا لا نقبل ان يعاني شعب شقيق على هذا النحو، ومن جانب آخر فان ما يهمنا ايضاً هو اصلاح العلاقة بين العراق والاقطار المجاورة على اساس الحق والأصول، فلابد أن تكون المصالحة على أساس المصارحة وان يعرف كل طرف خطأه ولذلك فلابد من ان نحافظ على العلاقة المستقبلية بين العراق وجيرانه على اساس سوي بحيث لا يحدث انتهاك لحقوق وسيادة أي قطر في المنطقة. وعن محور العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، قال لقد تبلورت ملامح الصيغة الجديدة للتعامل، مؤكداً ان التعاون مع الولايات المتحدة سواء بالنسبة للمعونة العسكرية أو المعونة الاقتصادية مسألة مسلم بها من كافة العناصر الايجابية في داخل الادارة الاميركية، إلا ان الأسلوب الذي تدار به عملية التعاون بين البلدين فهي قضية تقبل التعديل، فأحياناً تكون تلك الصيغ لخدمة مرحلة معينة ثم تأتي مرحلة أخرى تتطلب صيغة جديدة، فنحن نعلم ذلك جيداً ولا نتمسك بصيغة معينة.

وعن برنامج المساعدات الاميركية لمصر، قال لم تكن هناك أي مشكلة اثناء طرح هذا الموضوع، مشيراً الى ان المسؤولين الاميركيين قالوا اننا لا نرسم سياستنا على أساس أهواء اسرائيل وانما نحن نرسمها على أساس المصلحة وتقديرنا لأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث اننا نعتقد ان مصر هي دولة نحافظ على الاستقرار والسلام وتشترك في عمليات حفظ السلام في أنحاء العالم المختلفة فهي عنصر استقرار وثبات وتوازن في المنطقة وفي مناطق أخرى. وأكد الباز ان ما يهمنا هو ان نزيد حجم صادراتنا الى الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى وان نحصل على تكنولوجيا متقدمة من واشنطن في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وان نحقق مرونة في برامج المعونة بحيث تستجيب لأولوياتنا، واعتقد انه كان هناك في النهاية قبول عام لذلك.