مباحثات الملك محمد السادس والرئيس السوري تشمل تدعيم العلاقات والتضامن العربي

TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد امس في فاس مباحثات رسمية، مباشرة بعد وصول الرئيس السوري الى العاصمة العلمية للمغرب حيث خصص له استقبال شعبي كبير بمدخل القصر الملكي.

وقال محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان مباحثات الملك محمد السادس والرئيس الاسد ستكون شاملة ومعمقة وتشمل تدعيم العلاقات الثنائية وتنسيق مواقف البلدين ازاء قضايا الشرق الاوسط والمسار الاوروبي ـ المتوسطي، مبرزا دور المغرب باعتبار الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ومكانة سورية باعتبارها ضمن دول الطوق العربي.

ونفى بن عيسى ان تكون علاقات البلدين قد مرت بمرحلة فتور، مبرزا ان زيارة الرئيس الاسد للمغرب هي «لبنة جديدة في صرح العلاقات المتينة والصريحة».

واكد بن عيسى ان البلدين يوقعان بمناسبة زيارة الرئيس السوري للمغرب، اتفاقية لإحداث لجنة عليا مشتركة تكون برئاسة الوزير الاول المغربي ورئيس مجلس الوزراء السوري.

وأوضح بن عيسى ان القمة المغربية ـ السورية ستبحث تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ولاسيما في ظل الظروف القاسية والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن والتصعيد والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وانتفاضته، مضيفا ان المباحثات ستتطرق لمتابعة مقررات القمة العربية الاخيرة في عمان، بمجالاتها السياسية والاقتصادية. واشار بن عيسى الى وجود آفاق جديدة للتعارف والتنسيق المغربي ـ السوري على الصعيدين العربي والاوروبي ـ المتوسطي، لاسيما ان سورية على الطريق لابرام اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي على غرار المغرب وتونس والاردن.

ومن جهته، وصف عباس الفاسي وزير التشغيل والتضامن الاجتماعي، والامين العام لحزب الاستقلال المغربي، زيارة الرئيس السوري للمغرب بأنها تشكل حدثا مهما في تاريخ علاقات البلدين التي تميزت دائما بجودتها. وأبرز الفاسي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان المغرب كان دائما متضامنا مع سورية ولاسيما عندما تعرضت للعدوان الاسرائيلي الغاشم عام 1973 وسقط شهداء مغاربة على ارض الجولان. وأكد الفاسي لـ«الشرق الأوسط» ان علاقات البلدين تدخل مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية لاحداث لجنة عليا مشتركة، موضحا ان عددا من الميادين تنتظر تكثيف التعاون بين البلدين، وضمنها ميادين السياحة والتعليم العالي والتشغيل والتكوين والتجارة والاقتصاد. واعرب الفاسي عن ارتياحه لخطوات الانفتاح السياسي التي تقطعها سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد، في مجالات توسيع فضاء الحريات العامة وارساء دولة الحق والقانون وتدعيم المسار الديمقراطي. ويواصل الرئيس السوري زيارته الرسمية للمغرب ومن المقرر ان يستقبل اليوم في الرباط عبد الرحمن اليوسفي الوزير الاول المغربي، ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين.