طيار صيني طالب بإسقاط طائرة التجسس الأميركية قبل هبوطها الاضطراري

واشنطن: بكين تغامر بخسارة الأصوات المؤيدة لها في الكونغرس وفقدان وضعها كشريك مميز لأميركا

TT

هونغ كونغ ـ بكين: وكالات الأنباء ذكرت صحيفة صادرة في هونغ كونغ ان طيارا صينيا طلب السماح له باسقاط طائرة التجسس الاميركية التي تسببت بأزمة بين البلدين بعد ان شاهد الاصطدام بين الطائرة الاميركية وطائرة مطاردة صينية. ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» في عددها الصادر امس عن مصادر صينية ان الطيار زهاو يو عمد بعد ان رفض طلبه الى المناورة لارغام الطائرة الاميركية التي كانت تحاول الابتعاد، للهبوط في الصين. وبعد الاصطدام في الاجواء الدولية اتصل الطيار زهاو بالراديو ببرج المراقبة وطلب السماح باسقاط الطائرة الاميركية.

وقال المصدر ان «المسؤولين احتفظوا ببرودة الاعصاب لان ذلك كان يمكن ان يشكل عملا حربيا بينما الاصطدام يعتبر حادثا». واضافت الصحيفة نفسها ان ضابطا صينيا تعارك في وقت لاحق مع طيار اميركي من اجل الدخول الى طائرة التجسس بعد هبوطها في قاعدة لينغشوي العسكرية. وبعد هبوط الطائرة رفض الطاقم صعود صينيين الى داخلها بدون حضور دبلوماسيين اميركيين، كما قالت الصحيفة التي اضافت قائلة «وصل ضابط عندئذ وصعد السلم (المؤدي الى باب الطائرة) وتعارك مع اميركي كان يحرس المدخل. وقد طرح الضابط الطيار ارضا ليتيح المجال امام جيش التحرير الشعبي بالدخول».

إلى ذلك، حذر الرئيس الاميركي جورج بوش امس الصين من ان علاقاتها مع الولايات المتحدة قد تشهد تدهورا في حال طال الانتظار لايجاد حل لازمة الطائرة. وقال الرئيس الاميركي الذي تحدث امام الصحافيين الى جانب جميع اعضاء ادارته قبل اجتماع للحكومة «كل يوم يمر يزيد من مخاطر تضرر علاقاتنا مع الصين ونأمل ان تحل هذه القضية سريعا».

كما ادلى ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكولين باول وزير الخارجية الاميركي بتصريحات متشددة ترفض تقديم اعتذار للصين وتطالب بالافراج عن الطائرة وطاقمها البالغ عددهم 24. وقال تشيني لشبكة «اي. بي. سي» التلفزيونية انه كلما استمرت هذه المشكلة بدون حل كان من الصعب تجنب الخطر الذي يهدد العلاقات بين البلدين على المدى الطويل. وقال باول انه يتعين على السلطات الصينية الافراج عن الاميركيين بسرعة وان الضرر يمكن ان يطال المجال الاقتصادي الذي يعود بالربح على الصين، وهذه الاخيرة تخاطر عبر تشددها بفقد الاصوات المؤيدة لها في الكونغرس الاميركي من اجل الاحتفاظ بوضع الشريك التجاري المميز.

وفي الوقت نفسه قال الجنرال نيل سيلوك الملحق العسكري في السفارة الاميركية بالصين ان الولايات المتحدة تأمل بأن توافق الصين على السماح بزيارة يومية لافراد طاقم الطائرة الاميركية المحتجزة في جزيرة هاينان. وقال للصحافيين «ما زالت رغبتنا كما هي. نطالب بحرية الوصول الى الطاقم بدون قيود وبصفة يومية بل مرتين يوميا لمواصلة مراقبة طريقة معاملة افراد الطاقم ومواصلة متابعة ما يحدث». وكان من المتوقع عقد لقاء رابع مساء امس بين الدبلوماسيين الاميركيين وطاقم الطائرة المحتجز في الصين.

بدورها قالت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للامن القومي ان الرئيس سيرد «باسلوب انساني» على الرسالة الغاضبة التي بعثت بها زوجة الطيار الصيني المفقود منذ حادثة اصطدام طائرته المقاتلة مع طائرة التجسس الاميركية. وكانت روان جيوكن قد بعثت برسالة الى بوش الاسبوع الماضي اتهمته فيها بالجبن في اسلوب معالجته للحادثه وتشويه صورة زوجها وانج وي الذي سقطت طائرته «اف 8» في مياه بحر الصين الجنوبي. وحسب مسؤول في البيت الابيض فان بوش اعد رسالة لروان وانه يجري ارسالها الى السفارة الاميركية في بكين لتسلمها الى وزارة الخارجية الصينية وتقوم هذه الاخيرة بتسليمها الى زوجة الطيار الصيني المفقود.