معركة في خان يونس بين الفلسطينيين وقوة إسرائيلية اقتحمت المنطقة «أ» لأول مرة

300 جندي إسرائيلي وعشرات الدبابات شاركوا في العملية ومقتل اثنين وإصابة 50 في الجانب الفلسطيني

TT

أسفر قصف مكثف عن مقتل فلسطينيين وجرح العشرات في مخيم خان يونس في قطاع غزة اثناء محاولة قوة مشاة اسرائيلية اقتحام المخيم، فجر امس. وتوفي صبي فلسطيني متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة الماضي في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في القطاع.

وقال مدير عام قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء «ان الفتى محمود خليل بركات (15 سنة) من مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة توفي ظهر اليوم (امس) متاثرا بجراحه التى كان قد اصيب بها الجمعة الماضي خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي عند معبر المنطار (كارني) شرق مدينة غزة».

واصيب بركات خلال المواجهات بعيار نارى في رأسه كما اصيب في حينه سبعة فلسطينيين آخرين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات متفرقة اندلعت قرب المعبر.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الرائد الياس عيد (50 سنة) توفي متأثرا بالجروح البالغة التي اصيب بها في الرأس بشظايا قذيفة مدفعية اطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي جراء القصف. وقتل هاني ابو رزق (25 سنة) اثر اصابته بشظايا في مختلف انحاء جسمه، بينما اصيب 50 آخرون بجراح بعضهم في حال خطرة. وذكرت المصادر ان معظم المصابين من النساء والاطفال. وشرعت قوة من جنود المشاة في الجيش الاسرائيلي قوامها 300 عنصر معززة بعشر دبابات تحت غطاء كثيف من القصف المركز باقتحام مخيم خان يونس من جهة حاجز التفاح، الذي يصل المنطقة بالتجمع الاستيطاني الكبير المتاخم للمخيم من الناحية الغربية والمعروف بـ «غوش قطيف».

وحسب شهود عيان فقد تصدى المئات من المسلحين الفلسطينيين باللباس المدني للقوات الاسرائيلية المقتحمة. وقال شهود العيان انه في الوقت الذي انشغل فيه المقاتلون الفلسطينيون بالتصدي لمقدمة القوة الاسرائيلية اتجهت قوة اسرائيلية اخرى لطرف المخيم حيث نفذت عمليات تدمير عشوائي لمنازل الفلسطينيين في المخيم وازالة بعض السواتر الترابية التي كان المسلحون الفلسطينيون يحتمون بها لدى اطلاق النار على مستوطنة نافيه ديكاليم التي يوجد فيها مقر قيادة الجيش الاسرائيلي في القطاع. واسفرت عمليات التدمير التي قامت بها جرافات صاحبت القوة الاسرائيلية عن تدمير ثمانية وعشرين بيتا فلسطينيا بشكل كامل، وعشرين بيتا آخر جزئيا.

وتعالت مكبرات الصوت في مساجد منطقة خان يونس والمناطق المجاورة تحث الفلسطينيين وكل من لديه قطعة سلاح للتصدي لقوات الجيش الاسرائيلي المقتحمة والحيلولة دون احتلال المخيم. وحسب شهود عيان فقد تجمع المئات من المقاتلين الفلسطينيين مسلحين بالسلاح الخفيف وتصدوا للقوة الاسرائيلية التي تولت عمليات الهدم في طرف المخيم.

واستخدمت الدبابات الاسرائيلية الغازية لاول مرة روافع لاطلاق النار، تنتصب عليها رشاشات وذلك للتغلب على نيران المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يتمترسون على قمة مبان عالية في واجهة المعسكر. الا ان ذلك لم ينجح في وقف مقاومة المقاتلين الفلسطينيين.

في هذا الاثناء أجلى الفلسطينيون في المخيم ابناءهم واطفالهم من المنطقة حيث خشي ارباب الاسر الفلسطينية ان يطول بقاء القوات الاسرائيلية في المخيم. وفي هذا السياق قصفت الدبابات الإسرائيلية فجر امس المناطق المحاذية لـ«مقبرة الشهداء» شرق جباليا بالقذائف المضادة للدروع. وحسب مصادر فلسطينية فقد الحقت عمليات القصف اضرارا فادحة بعدد من المنازل السكنية في المنطقة.

ولوحظ منذ فجر امس، حركة نشطة للطيران الاسرائيلي في اجواء قطاع غزة. وشوهد وصول تعزيزات عسكرية اسرائيلية كبيرة الى القطاع، واقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي العديد من ابراج الرقابة في محاور الطرق الرئيسية في قطاع غزة. واقر الجنرال يائير نافيه قائد قوات الجيش الاسرائيلي في القطاع في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية امس انه يتطلب الكثير من الوقت والجهد حتى يتم القضاء على خطر القاذفات الفلسطينية. وحذر نافيه المستوطنين من مغبة تعليق آمال كبيرة على نتائج عملية الاقتحام.

وفي تصريحات للاذاعة الاسرائيلية وصف وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر عملية اقتحام مخيم خان يونس بانها «عملية دفاعية تستهدف حرمان الفلسطينيين من القدرة على موصلة قصف المستوطنات المجاورة».

وكان التلفزيون الاسرائيلي قد ذكر الليلة قبل الماضية نقلا عن مصادر استخبارية اسرائيلية قولها ان الفلسطينيين يملكون صواريخ من نوع «كاتيوشا» وانهم لم يستخدموها في مسعى لخلق خط تصاعدي لعملياتهم ضد الاهداف الاسرائيلية. من ناحية ثانية عبرت مصادر فلسطينية مطلعة عن خشيتها ان تكون عملية الاقتحام هي المرحلة الاولى من الخطة التي اكد ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الليلة قبل الماضية ان الجيش قد اعدها لمواجهة قيام الفلسطينيين بعمليات قصف للمستوطنات في القطاع وداخل الخط الاخضر. وذكرت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» انها تخشى ان تحتل القوات الاسرائيلية قطاعات امنية بجوار المستوطنات في القطاع لاخراجها من مرمى القذائف الفلسطينية.