شيراك يلتقي باول ويدعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مبادرات لوقف العنف

TT

أكدت أوساط الرئاسة الفرنسية ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول عبّر للرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي استقبله ظهر امس بحضور هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي، عن «استمرار الالتزام الأميركي» في المساعي المبذولة من اجل وقف دورة العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين والعودة الى الحوار والمفاوضات. وبالمقابل، فان الرئيس الفرنسي الذي كال المديح لباول، واصفاً إياه بأنه «رجل منفتح»، عبّر مجدداً عن قلقه ازاء تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً ان «العنف وعمليات الانتقام لا تؤدي إلا الى طريق مسدود».

وشدد شيراك كذلك بحسب المصادر الرئاسية، على ضرورة ان يقوم الطرفان، بما يلزم من المبادرات «معاً وفي وقت واحد من اجل منع تفاقم العنف والتمهيد لاستئناف الحوار». غير ان شيراك عاد الى التأكيد مجدداً على ضرورة «توفير آفاق سياسية» من شأنها «المساهمة في وقف دوامة العنف في الأراضي المحتلة»، الأمر الذي يمكن فهمه على انه انتقاد مبطن للموقفين الاسرائيلي (والأميركي)، حيث التركيز أصلاً على الوقف التام للعنف قبل ابداء الاستعداد لاستئناف الحوار مع الطرف الفلسطيني.

ولم يخرج باول عن موقف بلاده المعروف ازاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فالموقف الأميركي كما نقله باول الى الرئيس شيراك ثم الى رئيس الوزراء ليونيل جوسبان، الذي التقاه بعد ظهر امس، يركّز بالدرجة الأولى على المسألة الأمنية. ووفق ذات المصادر فان باول اعلم شيراك برغبة واشنطن الاستمرار في مساهمتها في هذا الجانب، على غرار ما قامت به الأسبوع الماضي عبر مشاركة سفيرها في تل أبيب، في الاجتماع الأمني الفلسطيني ـ الاسرائيلي. والجانب الآخر، من سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش يتمثل في تأكيد باول لشيراك ان الولايات المتحدة «لا تستطيع التفاوض محل الأطراف المعنية»، الأمر الذي يعني انها لا تريد في الوقت الحاضر على الأقل، الانغماس في مبادرة ما مكتفية بالسعي لاحتواء التدهور ومنع تجاوز بعض الخطوط الحمراء.

وكان الرئيسان الفرنسي والأميركي قد تحادثا هاتفياً ليل اول من امس بشأن الشرق الأوسط، وجاءت محادثات باول في باريس مكملة لها. كما أكدت المصادر الرئاسية، ان شيراك وباول تناولا ايضاً المسارين السوري ـ الاسرائيلي واللبناني ـ الاسرائيلي، كما تناول باول مع شيراك وجوسبان مسألة العراق. وذكر شيراك بأن ثمة هدفين يجب التوصل اليهما وهما ضمان أمن واستقرار المنطقة وخفض معاناة الشعب العراقي. وشدد على ضرورة «الخروج من منطق العقوبات» وانتهاج «سياسة تيقظ» ورقابة تنظر الى المستقبل، عوض النظر الى الماضي. ووفق المصادر الفرنسية، فان الولايات المتحدة تقترب اكثر فأكثر من الموقف الفرنسي، غير ان المشكلة «تبقى في ترجمة هذه المبادئ الى آليات» يمكن العمل بها من اجل تحقيق الأهداف المذكورة.