مسؤول أميركي: بوش ملتزم إقامة منطقة تجارة حرة مع الأردن ونعمل لصيغة تخفف معاناة الشعب العراقي

TT

قال مسؤول كبير في الادارة الأميركية بعد المحادثات التي أجراها الرئيس الأميركي جورج بوش والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنهما بحثا الجهود اللازمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتحديداً اتفاقية التجارة الحرة. اذ «عبر الرئيس بوش عن دعمه القوي والتزامه بالعمل من اجل ابرام هذه الاتفاقية، وان الرئيس بوش أبلغ الملك عبد الله ان اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والأردن يعتبرها (الرئيس بوش) واحدة من ابرز الأولويات على جدول اعماله، وانه يريد اقرارها والموافقة عليها من قبل الكونغرس في أسرع وقت ممكن».

وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المسؤولين في الادارة يعملون ويتشاورن مع الكونغرس حول افضل الطرق لتحقيق هذا الهدف وأكد ان الرئيس بوش عازم بطريقة أو بأخرى على التحرك بأسرع ما يمكن لتحقيق هذا الهدف.

وبالاضافة الى اتفاقية التجارة الحرة، قال المسؤول الأميركي ان الزعيمين بحثا «الحالة بين الفلسطينيين والاسرائيليين» حيث استمع الرئيس الى العاهل الأردني باهتمام، لأن الأردن شريك مهم للولايات المتحدة، وله دور حيوي يلعبه في المنطقة لاحلال السلام في الشرق الأوسط، وان الرئيس بوش عبر عن امتنانه الكبير وعن دعمه القوي للأردن وما بذله من وجهة عبر السنين بحثاً عن السلام. وأكد ان هدف الولايات المتحدة هو «اقامة أقوى وأوسع أساس للسلام في المنطقة»، وان الرئيس يقدر الدور المميز للأردن في ذلك. وقال: انهما اتفقا على انه يجب على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ان يقوما بكل ما يقدران عليه لوضع نهاية للعنف وتهدئة الحالة. كما اتفقا على الحاجة للمشاركة بفعالية لمساعدة الطرفين وتسهيل تحقيق هذا الهدف. وان الولايات المتحدة ستحث الطرفين على القيام بخطوات متوازية من كل جانب لخفض العنف، وتهيئة الأجواء «لاستئناف الحوار السياسي».

وحدد المسؤول استراتيجية الرئيس بوش في العمل من اجل السلام ومعالجة الحالة الفلسطينية الاسرائيلية بقوله: «اننا نسعى لاقامة أساس لاعادة بناء الثقة، واعادة بناء التعاون الأمني واستئناف وتجديد الحوار السياسي. وهذه تنسجم مع استراتيجية الرئيس في محاولته تسهيل الحركة نحو السلام لا فرضه».

وبهذا الكلام تكرر الادارة وتجدد التأكيد على ما أبلغه الرئيس بوش للرئيس المصري حسني مبارك الأسبوع الماضي، وغيره من القادة عبر الاتصالات الهاتفية وهو ان دور الولايات المتحدة هو دور المسهل، لا دور الذي يفرض الحلول والمقترحات.

وفي رد المسؤول على اسئلة عن دور الولايات المتحدة المقبل وسياستها المقبلة لاحلال السلام كرر القول ان الادارة تدرس الوضع المتفجر في المنطقة، ولذا تحاول الادارة تحديد سياستها تجاه المنطقة وقضاياها، اي وضع سياسة اقليمية شاملة لا سياسة مكرسة فقط ومنصبة على معالجة الحالة الفلسطينية ـ الاسرائيلية، وذلك لتشابك قضايا المنطقة.

وفي هذا الاطار تم ايضاً بحث الوضع في العراق حيث كرر الجانب الأميركي تأكيد انه في عمله لوضع صيغة جديدة للعقوبات يهدف الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي، ومنع صدام من اعادة تهديد جيرانه او تطوير وامتلاك اسلحة الدمار الشامل.

وقال المسؤول: ان الرئيس والعاهل الأردني بحثا الحالة والوضع في العراق، واتفقا على ضرورة ان يكون هناك نظام معين يحول دون ان يتمكن العراق من بناء اسلحة الدمار الشامل، وفي نفس الوقت تم الاتفاق بينهما على ضرورة التوصل الى طرق تضمن عدم استمرار معاناة الشعب العراقي من هذه الحالة التي وجد نفسه فيها.

وقال المسؤول ان الادارة الآن تعمل على تفاصيل نظام العقوبات الجديد الذي ينصب على اسلحة الدمار الشامل وموادها، مع الاصدقاء في المنطقة مثل الأردن. وقال: «وسترون خلال الاسابيع القليلة المقبلة اننا سنعمل بفعالية مع الأردن والدول الاخرى المجاورة للعراق حول هذا الموضوع».

وعما اذا بحث الرئيس مع العاهل الأردني موضوعات جرى بحثها في القمة العربية قال المسؤول: ان الملك عبد الله كمضيف للقمة، اطلع الرئيس بشكل مختصر على بعض تفاصيل نتائج القمة، وعلى مختلف القضايا التي بحثها القادة في القمة مثل السودان والصومال وليبيا والعراق. وان الرئيس كان ممتناً لهذا التقرير. وعما اذا كان العاهل الأردني قد طلب من الرئيس بوش الضغط على اسرائيل لوقف قصفها الفلسطينيين بالصواريخ قال المسؤول: ان المحادثات بينهما لم تكن حول ممارسة الضغط. وانما كيفية حث الطرفين ومساعدتهما على القيام بما يجب لوقف العنف. وعما اذا بحثا موضوع زيارة عرفات لواشنطن قال المسؤول، انه لم يتم بحث الموضوع، ولكن هناك اتصالات عديدة مع عرفات. آخرها اتصال وزير الخارجية كولن باول به الأحد الماضي. وقال: اننا نتطلع الى زيارات القادة من المنطقة لواشنطن، وقد اعلنا الزيارة التي سيقوم بها امير البحرين للولايات المتحدة، وسيتم الاعلان عن اي زيارات في المستقبل.