الأسد وبن علي يبحثان الأوضاع الفلسطينية والعلاقات الثنائية

العاهل المغربي يجري جولة جديدة من المباحثات مع الرئيس السوري قبل توجهه إلى تونس

TT

تونس: محمد علي القليبي استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس مرفوقاً بالأمير مولاي رشيد امس بالقصر الملكي بفاس الرئيس السوري بشار الأسد وأجرى معه جولة جديدة من المباحثات.

حضر هذه المباحثات محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون وفاروق الشرع وزير الخارجية السوري.

وترأس العاهل المغربي والرئيس السوري أمس حفل توقيع اتفاقية تعاون مشترك وقعها وزيرا خارجية البلدين المغربي محمد بن عيسى والسوري فاروق الشرع وتتضمن الاتفاقية بنودا بإنشاء لجنة عليا مشتركة (برئاسة رئيسي حكومتي البلدين)، والتشاور والتنسيق السياسي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودراسة مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي والاجتماعي، ومتابعة تنفيذ ومراجعة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أكد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي أن زيارة الرئيس الأسد فتحت آفاقا جديدة لتنسيق العمل العربي، وتجذير العلاقات الثنائية وخاصة فيما يتعلق بالرهانات المطروحة.

وأضاف بن عيسى أن التنسيق بين البلدين يشمل الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة المغرب العربي. وردا على سؤال حول ما إذا كان المغرب قد حث القيادة السورية على دعم خطوات الانفتاح والتنسيق مع القيادة الفلسطينية، عقب بن عيسى قائلا «هنالك انسجام تام بين المغرب وسورية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة».

وبدأ الرئيس الأسد امس زيارة رسمية لتونس بدعوة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والتي تستغرق يومين وترافقه فيها حرمه ووفد رفيع المستوى يضم بالخصوص وزير الخارجية فاروق الشرع.

وكان الرئيس التونسي بن علي وحرمه في مقدمة مستقبلي الرئيس بشار الأسد الذي وصل الى تونس قادماً من فاس.

وأجرى الرئيسان التونسي والسوري جلسة مباحثات رسمية استحوذت على الجانب الأكبر منها أزمة الشرق الأوسط والأوضاع المتردية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من جراء العدوان الذي تشنه حكومة ارييل شارون ضد الشعب الفلسطيني، والسبل الكفيلة لمعالجة هذا الوضع وتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني بالاضافة الى التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك الذي يشهد تطوراً في الآونة الأخيرة برز بالخصوص في عقد القمة العربية الدورية الأولى في الأردن.

وتم التطرق خلال هذه المباحثات الى دعم التعاون الثنائي بين البلدين واعطائه دفعاً جديداً من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقع عليها في اطار اللجنة العليا المشتركة التونسية ـ السورية، والتي عقدت دورتها الثالثة في تونس برئاسة رئيسي وزراء البلدين في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن بين هذه الاتفاقيات انشاء لجنة تفكير ومتابعة تهتم بالتشاور وتبادل الرأي في القضايا السياسية ومتابعة تنفيذ توصيات اللجنة العليا المشتركة وقراراتها.

وكانت العلاقات التونسية ـ السورية قد شهدت تطوراً وتنسيقاً عالياً في الآونة الأخيرة، حيث عقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين دورة اجتماعاتها الثالثة بعد ان كانت مجمدة منذ عدة سنوات.

كما شهدت العلاقات السياسية تطوراً مميزاً بعد قرار الحكومة التونسية اغلاق مكتبي الاتصال مع اسرائيل في تونس وتل أبيب الذي صدر اثناء القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة في 20 اكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 بالاضافة الى استضافة تونس لاجتماعات لجنة المتابعة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الطارئة، التي حضرها بالخصوص وزير الخارجية السوري فاروق الشرع.