زوار صفير يأملون خيرا من زيارة لحود لبكركي و«البعث» يتراجع عن التظاهر تجنبا لـ«الاخلإل بالأمن»

TT

شهد الوضع السياسي اللبناني امس انفراجاً ملحوظاً لجهة السجال حول الوجود السوري في انتظار ما سوف تسفر عنه الاتصالات التي نشطت على خط البطريركية المارونية ورئاسة الجمهورية اللبنانية، فيما تراجع حزب «البعث العربي الاشتراكي» عن دعوته للمظاهرة التي كانت مقررة بعد ظهر امس في وجه دعوة لتيارات مسيحية معارضة وقوى يسارية للاعتصام في ذكرى اندلاع الحرب الاهلية تم سحبها لاحقاً، خصوصاً بعد صدور قرارين عن وزارة الداخلية والجيش بمنع التجمعات في هذه الذكرى. وبرر «البعث» تراجعه عن المظاهرة بـ «تفويت الفرصة على اي اخلال بالامن او اثارة حرب اهلية جديدة».

واعلن الامين القطري لحزب «البعث» غازي سيف الدين عن تأجيل المظاهرة التي كانت مقررة اليوم انسجاماً مع قرار وزارة الداخلية وقيادة الجيش ولتفويت الفرصة على «الزمر الشارونية» للقيام باي محاولة اخلال بالامن او اثارة حرب اهلية جديدة.

واكد سيف الدين انه والقوى الوطنية «سيتصدون بكافة الوسائل للقوى المعادية التي ترفض الوجود السوري في لبنان وتحاول الاخلال بالامن».

ورأى ان اجواء ابريل (نيسان) 2001 تختلف عن اجواء ابريل (نيسان) 1975 «لان وحدتنا اليوم محصنة ومنيعة».

وابدى زوار البطريركية المارونية في بكركي امس املهم في «ايجابيات» تنتج من اللقاء المتوقع بين البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الجمهورية اميل لحود الاحد المقبل لدى احتفال الطوائف المسيحية بعيد الفصح.

واستقبل البطريرك صفير امس وزير الخارجية الاسبق فؤاد بطرس الذي ينشط على خط فتح قناة حوار بين البطريركية المارونية ودمشق.

ونقل النائب يوسف المعلوف عن البطريرك صفير تمسكه بالثوابت الوطنية والسلم الاهلي. وقال ان رئيس الجمهورية اقسم ايضاً على هذه المسلمات والثوابت «من هنا ليس هنالك من فارق وبعد بالافكار بين فخامة الرئيس وغبطة البطريرك». اما بخصوص تنفيذ اتفاق الطائف حيث نفذت بنود واخرى لم تنفذ. انا ارى ان الشق المتعلق بالوجود السوري يخضع لمناخات اقليمية ودولية. وقد راقبنا في الفترة الاخيرة المواقف الاميركية والفرنسية. وقد انتخبت اسرائيل ارييل شارون الذي يملك نوايا عدائية لنا ولكل العرب. وهذا يجب ان يؤخذ في الاعتبار». واضاف: «انا لي ملء الثقة بشخص البطريرك وان في استطاعته ان يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب».

ولاحقاً استقبل البطريرك صفير وفداً من حزب «الكتائب اللبنانية» برئاسة منير الحاج الذي تحدث عن «ما هو مطروح اليوم على الساحة». وقال: «اخذ هذا الموضوع مداه في السجال العلني وبدأ يتخذ منحى سلبياً. وكان رأينا ان نسحب هذا السجال من التداول الصاخب وندخله اطار الحوار الهادىء الذي يجب ان يخرج من العلن ليدخل في السر ومن ضمن دوائر محصورة وضيقة تشترك فيها نخبة مسؤولة ويديرها ويحركها رئيس الجمهورية بالتفاهم مع غبطة البطريرك الذي يجمع اللبنانيون على انه الوطني المخلص من دون جدل».

من جهته، استنكر «حزب الكتلة الوطنية» عقب اجتماع لجنته المركزية امس برئاسة عميده كارلوس اده «الموقف المثير للسخط الذي تعتمده السلطات التي لم تتورع مراراً عن قمع مظاهرات سلمية لطلاب طيبي النيات، بينما تغض النظر عن الذين يوزعون مناشير ذات طابع طائفي تحرض على الجريمة، مما يجعل هذه السلطات شريكة مع هؤلاء بامتناعها عن ملاحقتهم».

ودعا الحزب اللبنانيين الى «اخذ العبر من ماضيهم القريب». وقال: «ان النزاعات الطائفية كانت دوماً مفتعلة من قبل القوى الخارجية التي تريد تقسيم اللبنانيين والسيطرة عليهم». واعتبر «ان السنوات الـ 25 الاخيرة اثبتت كم انه من السهل البدء بحرب اهلية وكم يصبح من الصعب انهاء مثل هذه الحرب. وان لحظة ضياع بسيطة تكفي لسلب الارواح وتدمير العائلات والممتلكات. واذا ما حصل ذلك يصبح اصلاح الامر صعباً وطويلاً ومكلفاً للغاية».

ودعا رئيس الرابطة المارونية اللبنانية حارس شهاب الى «العودة الى خطاب العقل». وطالب الدولة بـ«حسم امرها واستيعاب التناقضات».