«الشرق الأوسط» والوكالات اعلن وزير الخارجية الصيني تانج جياشوان امس ان بلاده ستسمح لطاقم طائرة التجسس الاميركية بمغادرة البلاد بعد الانتهاء من «الاجراءات الشكلية اللازمة». وكان تانج قد نقل الرسالة الى السفير الاميركي في بكين جوزيف بروير، بعد ان سلمه برويز رسالة اعتذار عن دخول طائرة التجسس الاميركية المجال الجوي الصيني وعن مقتل الطيار الصيني الذي تصادمت مقاتلته مع الطائرة الاميركية.
وقال تانج: «بعد ان قالت الحكومة الاميركية للشعب الصيني انها في غاية الاسف، فان الحكومة الصينية قررت، ولاعتبارات انسانية بحته، السماح لطاقم الطائرة بمغادرة الصين بعد الانتهاء من الاجراءات اللازمة».
وكان المتحدث باسم البيت الابيض اري فليشر قد اكد امس التوصل الى اتفاق بين الولايات المتحدة والصين حول عودة طاقم طائرة التجسس الاميركية المحتجز منذ الاول من الشهر الجاري في الصين الى الولايات المتحدة. وقال: «تم التوصل الى اتفاق يهدف الى ضمان عودة افراد طاقم طائرة التجسس اي بي 3 الموجودين في جزيرة هاينان الى ديارهم».
واشار الى ان «السفير الاميركي تلقى ضمانات شفوية من قبل الحكومة الصينية بانها ستسمح للطاقم بمغادرة الصين قريبا». واوضح انه من المقرر ان يلتقي مسؤولون اميركيون وصينيون في الثامن عشر من الشهر الجاري لدراسة هذه القضية، وسبل تفادي تكرار هذا النوع من الحوادث.
وكان السفير الاميركي في الصين قد نقل الى السلطات الصينية رسالة توضح ان واشنطن تشعر «بأسف شديد» لحادث التصادم بين طائرة تجسس اميركية ومقاتلة صينية. وقالت الرسالة الاميركية، ان «الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول اعربا، كلاهما، عن اسفهما الصادق لفقد الطيار والطائرة..ورجاء نقل اسفنا الشديد وتعازينا الى الشعب الصيني والى عائلة الطيار وانج واي الذي نأسف جدا لخسارته». وقالت الرسالة ايضا: «ان الولايات المتحدة آسفة جدا لان دخول الطائرة في المجال الجوي الصيني وهبوطها لم يحصلا على اذن شفهي».
وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن، ان هذا التعبير الجديد عن الأسف هو أقصى ما يمكن أن تقدمه الإدارة الأميركية استجابة للطلب الصيني بتقديم اعتذار رسمي. وكان مسؤولون أميركيون قد صرحوا بأن آخر المعلومات التي تلقوها من أفراد طاقم طائرة التجسس تعزز اعتقادهم بأن طيار المقاتلة الصينية مسؤول عن حادث التصادم الذي أدى لفقدان أثره. وأوضح ناطق باسم البنتاجون أن المقاتلة الصينية حلقت مرتين بالقرب من طائرة التجسس قبل أن تصطدم بها فوق بحر الصين الجنوبي.