روسيا والصين وكوريا الشمالية تهاجم أميركا

TT

نيويورك ـ وكالات الأنباء: حذرت روسيا والصين وكوريا الشمالية الولايات المتحدة مساء الثلاثاء الماضي من ان خططها لنشر درع دفاعي صاروخي يهدد أمن العالم وقد يشعل نيران سباق جديد للتسلح. وصدرت التحذيرات اثناء جلسة للجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة في الوقت الذي اقتربت فيه ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش من اتخاذ قرار بخصوص نوعية الدفاع الصاروخي الذي ترغب في تطويره بالرغم من التساؤلات المستمرة عن مدى فعاليته وتكاليفه التي تقدر بنحو 60 مليار دولار.

وكانت تصريحات الصين وكوريا الشمالية على الاخص لاذعة بالرغم من ان المبعوث الصيني هو شياودي لم يذكر الولايات المتحدة بالاسم، مشيرا فقط الى «دولة ما» ترغب في المضي قدما في نظام دفاعي صاروخي. ومضى هو يقول ان النظام شكل خفي من اشكال التوسع في الاسلحة النووية من جانب واحد، والذي سيعطل بشكل كبير السيطرة الدولية على الاسلحة وعملية نزع السلاح وسيثير ايضا سباقا جديدا للتسلح. واضاف ان اعطاء بوش الضوء الاخضر للمضي قدما في البرنامج سيضر بالعلاقات بين واشنطن وموسكو وسيعطل جهود القضاء على الاسلحة النووية ويعطل الميزان الاستراتيجي العالمي ويضعف الثقة المتبادلة والتعاون بين القوى الكبرى. وقال السفير الكوري الشمالي لي هيونج كول ان الدفاع الصاروخي الاميركي يسبب خطرا بالغا، وان واشنطن تنتقدنا لخلق مبررات لنشر النظام.

وأوقف بوش الشهر الماضي محادثات بدأها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون تهدف الى انهاء برنامج كوريا الشمالي الصاروخي مقابل تحسين العلاقات مع واشنطن، الا ان بوش قال انه يعتقد ان كوريا الشمالية تمثل تهديدا ووصفها «بالدولة المارقة»، وتساءل ما اذا كانت ستحترم اي اتفاق جديد للسيطرة على الاسلحة.

وقال لي ايضا: «لأن الولايات المتحدة بدأت محاولات تعزيز النظام الدفاعي الصاروخي باتهامنا دون سبب وبتحدي المعارضة الدولية، فان اجراءتنا المضادة لن يقيدها اي شيء، ولن تكون هناك حدود لاجراءاتنا المضادة في حجمها وعمقها.. حتى اذا كان ذلك يعني سباقا للتسلح بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والغاء كل الاتفاقات الاخرى».

وعرض المبعوث الروسي اندريه جرانوفسكي معارضة موسكو لخطة بوش قائلا: «ان نشر نظام الدفاع الصاروخي سيضر بالاستقرار العالمي والأمن الدولي، وتعتقد روسيا ان الأولوية يجب ان تمنح للحلول السياسية والدبلوماسية في ما يتعلق بالتهديدات النووية». واضاف ان بلاده تساند ايضا تطبيق نظام اقليمي للصواريخ المضادة للصواريخ ذاتية الدفع لمواجهة اي تهديدات.

واستطرد: «مثل هذه الانظمة ستنفذ على اساس متعدد الجنسيات بعيد عن التكتلات وستشارك فيه كل الدول المعنية.. اننا مستعدون ايضا للتعاون في هذا المجال مع كل الدول المعنية». وجدد عرض موسكو بالبدء فورا في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة خفض الصواريخ الاستراتيجية (ستارت 3) التي تهدف الى خفض ترسانات الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية للبلدين الى 1500 لكل منهما بدلا مما يتراوح بين ثلاثة الاف و3500 رأس نووية بحلول عام 2007، والتي وافق عليها البلدان وفقا لمعاهدة ستارت 2.

وشكل مجلس الأمن لجنة نزع السلاح المؤلفة من 189 دولة عام 1952 لمناقشة قضايا نزع السلاح وتقديم توصيات.