هولندا تجيز قانون القتل الرحيم

TT

وافق مجلس الشيوخ الهولندي مساء اول من امس على مشروع قانون يجيز القتل الرحيم، مما يجعل هولندا أول بلد في العالم تسمح بقتل المرضى الذين يعانون ألماً لا يحتمل مع انعدام الأمل في شفائهم. وأسفرت نتيجة التصويت، التي كانت تعتبر العقبة الأخيرة في طريق إقرار القانون، عن تأييد ستة وأربعين صوتا ومعارضة ثمانية وعشرين وغياب عضو واحد.

وأعلن رئيس المجلس فريتس كورزالس ألتيس في نهاية يومين من المناقشات تبني المجلس لمشروع القانون. وطمأنت وزيرة الصحة في وقت سابق أعضاء مجلس الشيوخ بأنه لن يكون في مقدور أطباء إساءة استخدام القانون بسبب ما احتواه من بنود تكفل رقابة يقظة. وكانت الحكومة قد حثت البرلمان على تأييد التشريع، وقالت انه لن يؤثر على الممارسات الطبية في البلاد.

وخرجت مظاهرات احتجاج قوية خارج مبنى البرلمان، حيث عقد المعارضون للقانون صلوات وأنشدوا ترانيم. وقال أحد المتظاهرين ان المعارضين للقرار يؤمنون بالله، وأنه وحده صاحب قرار الموت.

ويهدف القانون الجديد، كما تقول وزيرة الصحة الهولندية إلس بورست، الى إزالة أي شك يعتري المرضى والأطباء. وتؤكد وزيرة الصحة على أن القتل الرحيم هو الملاذ الأخير وسيظل كذلك، وأنه لا يمكن أن يعتبر يوما بديلا لرعاية صحية سيئة. وأضافت أن الأطباء يملكون حق رفض القيام بعمليات القتل الرحيم، والمرضى يملكون حق اختياره. وطبقا للقانون الجديد ستصير عمليات القتل الرحيم مسموحا بها بشروط محددة هي: أن يعاني المريض من مرض لا يرجى شفاؤه، وأن يعاني من ألم غير محتمل، وأن يمنح المريض موافقته وهو في حالة عقلية جيدة، وأن تنهى حياة المريض بالطريقة الطبية المثلى. وتعضد الحكومة الهولندية وجهة نظرها بشأن القانون بالتأييد الذي يتمتع به التشريع في الشارع الهولندي، والذي بلغ 90% ويقول الوزراء ان القانون يضمن حقوق الفرد. وسوف يدخل التشريع الجديد حيز التنفيذ حين توقع الملكة بياتريس على القانون، وتنشر تفاصيله في وسائل الإعلام الرسمية. ويتوقع أن تستغرق تلك العملية أسبوعين.