يقوم الرئيس المصري حسني مبارك اليوم بزيارة قصيرة لليبيا يلتقي خلالها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لبحث عدد من الموضوعات والقضايا التي تهم الجانبين وفي مقدمتها التطورات على الساحة العربية والوضع في الأراضي المحتلة. كما يطلع الرئيس مبارك الرئيس الليبي على نتائج زيارته الأخيرة لكل من واشنطن وباريس، خاصة في ما يتعلق بقضية لوكربي ودعوة مصر الى الإلغاء الكامل للحظر المفروض على ليبيا الى جانب دعم التعاون الثنائي بين مصر وليبيا في مختلف المجالات. وكان الزعيم الليبي قد تلقى اتصالاً هاتفياً اول من أمس من الرئيس حسني مبارك تم خلاله تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.
يذكر ان آخر لقاء بين الزعيمين المصري والليبي جرى في العاصمة الاردنية عمان خلال القمة العربية الأخيرة، وآخر زيارة للرئيس مبارك لليبيا تمت في نهاية يوليو (تموز) الماضي. وكانت العلاقات المصرية ـ الليبية قد شهدت في الفترة الأخيرة حالة من الفتور بسبب حملات اعلامية من بعض الكتاب والصحافيين المصريين على خلفية غياب العقيد القذافي عن قمة القاهرة التي عقدت في شهر اكتوبر (تشرين الأول) الماضي وانسحاب الوفد الليبي منها، وغياب الرئيس مبارك عن القمة الافريقية التي استضافتها ليبيا في سرت الشهر الماضي. واعتبر الليبيون الكتابات المصرية خارجة عن نطاق الحوار الموضوعي وتتعرض لشخص العقيد القذافي نفسه.
ولكن هؤلاء الكتاب أنفسهم أشادوا في الفترة الأخيرة بدور ليبيا والعقيد القذافي في معالجة القضايا العربية، وهو ما انعكس بشكل ايجابي على العلاقات بين البلدين وظهر واضحاً في قمة عمان الشهر الماضي، حيث جلس الوفدان المصري والليبي بجوار بعضهما بعضا وكان من الواضح عودة حالة الود بينهما. كما أكدت المصادر الليبية ان ليبيا تكن احتراماً وتقديراً خاصاً لمصر وللرئيس مبارك وان العقيد القذافي يؤكد دائماً متانة وعمق هذه العلاقات.