صفير: مصلحة لبنان تقتضي أوثق العلاقات مع سورية شرط التنسيق والانسجام

أكد التعاون معها في الهموم المشتركة واستعادة مرتفعات الجولان

TT

قال البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير: «ان مصلحة لبنان تقتضي ان يكون على اوثق علاقة مع سورية جارته الاقرب، شرط ان يقوم بين الدولتين تنسيق وانسجام والتزام صادق بالمواثيق ومحبة الشقيق الذي يريد الخير لشقيقه»، مضيفاً ان التشنج «لا مبرر له ولا يحل المشكلة».

جاء كلام البطريرك صفير في رسالة الفصح التي وجهها امس الى المسيحيين لمناسبة عيد الفصح. وقال فيها: «ان ما دفعنا الى المناداة بتطبيق الطائف رؤيتنا بلدنا يسير يوماً بعد يوم الى الهاوية. ولا حاجة الى تعداد مظاهر هذا التدهور. وابرزها الضائقة المعيشية الناتجة عن الازمة الاقتصادية التي حملت الكثيرين من الشبان على الهجرة. وهم الذين يعول الوطن على ما لهم من طاقات علمية وفكرية للعمل على انهاضه وازدهاره. وما من احد يجهل ان الوضع الاقتصادي مرتبط الى حد بعيد بالوضع السياسي. وعندما نطالب باستعادة الاستقلال والسيادة والقرار، فلا نطلق كلاماً اجوف. اننا نعني تأمين مصالح الشعب اللبناني بأسره، اي حماية اليد العاملة والانتاج الزراعي والصناعي ووقف المضاربات غير المشروعة واستباحة الحدود ووضع حد للتدخل في شؤون الادارة والتوظيف، ناهيكم عن شؤون الحكم من تشريع وقضاء والتزام مشاريع وصفقات مشبوهة بحيث يعرف المسؤولون انهم مسؤولون امام الشعب اللبناني وليس امام سواه من المراجع. وللشعب اللبناني وحده ان يحاسب المسؤولين ليؤيدهم او ليخذلهم ويبعدهم عن مواطن المسؤولية او يقرهم فيها. ولا غرابة اذا رأينا بعضاً من بينهم يستميت في الدفاع عن الوضع القائم، لانه يدافع في الحقيقة عن مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة وليس عن المراجع التي هو مدين لها بما هو فيه. وكل هذا لن يتحقق من دون استقلال وسيادة وقرار حر».

واضاف صفير: «لقد اعلنا غير مرة ان مصلحة لبنان تقضي بأن يكون على اوثق علاقة مع جارته الاقرب اليه، وهي سورية، شرط ان يقوم بين الدولتين تنسيق وانسجام والتزام صادق بالمواثيق ومحبة خالصة. هي محبة الشقيق الذي يريد من الخير لشقيقه ما يريده لنفسه. ومن هذه المواثيق اتفاق الطائف الذي قال بوجوب اعادة تمركز الجيش السوري بعد مرور سنتين على توقيعه. ولم تكن من الاخوة في شيء المطالبة بتطبيق هذا البند ما دامت اسرائيل تحتل الجنوب اللبناني. اما وقد اجبرت هذه على الانسحاب، وان بقيت هناك بعض معوقات، كمزارع شبعا، افلا يجوز التذكير بما نص عليه الطائف الذي لم يطبق حتى الآن الا انتقائياً؟ افليس من الواجب لفت النظر الى الوضع المزري الذي وصل اليه لبنان. وهو وضع سينعكس حتماً على شقيقته سورية؟ واما التشنج الذي لا مبرر له ولا مكان بين البلدين فلن يحل المشكلة، وخصوصاً ان بينهما قضايا كثيرة مشتركة. ونحن نؤمن بان لبنان لا يمكنه ان يعيش بعيداً عن هموم ابناء بلدان منطقته. ومن واجبه ان يتفاعل معها كما ان من واجبها ان تتفاعل معه. وهو اذ يفكر بمصير ابناء الجنوب وما يقاسون من عذاب يجب وضع حد له باسرع وقت، لا يمكنه الا ان يتألم مع الشعب الفلسطيني الذي يشيع كل يوم غير واحد من ابنائه الذين يقعون ضحايا الظلم والعدوان ويُمنع ظلماً من اقامة دولة له من دون قيامها لا يبدو انه سيكون هناك سلام عادل وشامل طويل الامد».

وخلص صفير في رسالته الى القول: «ان ما نحمله من هموم المنطقة، وهي هموم مشتركة، كقضية استعادة الجولان، يحفزنا على ان نتضامن خصوصاً مع سورية، وان نقف صفاً واحداً واليد باليد بعيداً عن طائفية ومذهبية لنظهر لبنان، لا بلداً مشرذماً غير قادر على تسيير اموره بذاته، وبالتالي غير قابل للحياة، بل بلد موحد قادر على النهوض ليأخذ دوره التقليدي في مجموعة الامم».