لحود في بكركي غداً وسيتمنى على صفير المشاركة في استقبال البابا في سورية

TT

ينتظر ان تؤسس اللقاءات والمشاورات اللبنانية التي ستشهدها عطلة عيد الفصح عند الطوائف المسيحية لمرحلة سياسية جديدة عنوانها الخروج من التشنج الذي تسبب فيه السجال حول الوجود السوري في لبنان مذ اصدر مجلس المطارنة الموارنة بيانه في سبتمبر (ايلول) الماضي وطالب فيه بتطبيق اتفاق الطائف لجهة اعادة نشر القوات السورية العاملة في لبنان الى مدخل البقاع الغربي في حمانا والمديرج وعيندارة ونقاط اخرى تتفق عليها الحكومتان اللبنانية والسورية، ملوحاً بالمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 520 القاضي بإنسحاب «كل القوات الاجنبية من لبنان».

وتعلق مصادر لبنانية اهمية على اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية اميل لحود والبطريرك الماروني نصر الله صفير في البطريركية المارونية التي سيزورها غداً لمعايدة البطريرك بالفصح، حيث سيجري معه جولة افق في كل ما شهدته الساحة الداخلية من سجال، بل عراك سياسي بين المؤيدين للوجود السوري والمعارضين له والذي بلغ ذروته في ما حصل اخيراً من دعوات الى التظاهر والتجمع صدرت عن الطرفين ورافقها تهديد ووعيد متبادل مما دفع السلطة اللبنانية الى اصدار قرار يمنع التجمعات والتظاهرات.

وتقول هذه المصادر ان الرئيس لحود سيكرر في لقائه مع البطريرك تأكيد ثوابت الموقف اللبناني ازاء العلاقة اللبنانية ـ السورية والوجود العسكري السوري في لبنان في ضوء معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق المعقودة بين لبنان وسورية وما تفرع عنها من اتفاقات ثنائية في مختلف المجالات.

لكن مصادر رسمية اكدت لـ «الشرق الأوسط» ان الرئيس لحود سيشرح للبطريرك وجهة نظره المعلنة حول موضوع الوجود السوري والقائلة ان هذا الوجود هو«وجود شرعي ومؤقت» وان صلاحية البحث فيه تعود الى الحكومتين اللبنانية والسورية وان انسحاب القوات السورية من لبنان او عدمه مرتبط بالمصلحة الوطنية اللبنانية. واضافت هذه المصادر ان الرئيس لحود سيحاول الاجابة عما لدى البطريرك من تساؤلات وهواجس، مؤكداً انه سيكون الضمان لأي شيء يشكو منه البطريرك انطلاقاً من العلاقة الوثيقة التي تربطه بالقيادة السورية على المستويين الشخصي والسياسي، وسيشدد على انه انطلاقاً من هذه العلاقة المتينة والثقة المتبادلة والتعاون القائم بين لبنان وسورية يمكن معالجة اي شأن ثنائي بعيداً عن اجواء التشنج والتوتر والضغوط. واكدت المصادر نفسها ان الرئيس لحود سيطلع البطريرك صفير على معطيات واجواء يرجح ان يكون البطريرك غير ملم بها، على ان ينتهي اللقاء الى تأكيد الرئيس لحود انه مستمر في قيادة الحوار الداخلي في كل الشؤون الوطنية والمحافظة عليه. وينتظر ان تتصاعد وتيرة هذا الحوار في الايام المقبلة في ضوء ما انتهى اليه اللقاء الذي انعقد اول من امس بين رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وادى الى زوال القطيعة التي كانت قائمة بينهما.

وثمة من قال ان الرئيس لحود سيؤكد للبطريرك صفير بحزم ان الطريقة السلبية التي تناول بها بعض الاطراف موضوع الوجود السوري في لبنان اضرت بالعلاقة الاستراتيجية اللبنانية ـ السورية التي يعول عليها ان تشكل عنصر التوازن العربي الاساسي في مواجهة اسرائيل من اجل الوصول الى السلام الشامل والعادل، كذلك سيشرح بالتفصيل المرتكزات الموضوعية لحاجة لبنان المستمرة لدعم سورية ولوجودها في بعض ما جرى من تحركات في الآونة الاخيرة، وكانت البطريركية المارونية محورها اثناء جولة البطريرك صفير في الولايات المتحدة وكندا وبعد عودته منها.

وتأسيساً على ما قاله الرئيس لحود في جلسة مجلس الوزراء اول من امس من ان المرحلة المقبلة ستكون افضل، قالت المصادر نفسها ان الحركة الحوارية التي يقوم بها رئيس الجمهورية من شأنها ان تبدد التشنج او تغني عن كثير من التحركات التي تنطلق تحت شعار تقريب وجهات النظر بين القيادة السورية والبطريركية المارونية. واشارت الى ان رئيس الجمهورية سيشجع البطريرك على زيارة سورية للمشاركة في استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في 5 مايو (ايار) المقبل، لأنه لا يجوز التغيب عن مناسبة تاريخية كهذه. وينتظر ان ينعكس تحرك الرئيس لحود ايضاً ايجاباً على العمل الهادف الى تنفيذ الخطة التي بدأت حكومة الرئيس رفيق الحريري تنفيذها لتحفيز النمو الاقتصادي وتثبيت الوفاق، ذلك ان اجواء التشنج التي عاشتها البلاد كادت ان تنعكس سلباً على هذه الخطة وعلى صورة لبنان في الخارج وعلى السعي الحكومي لاجتذاب الاستثمارات والتسهيلات التي تساعد على انهاء المشكلات الاقتصادية والمالية.