البنتاجون يستجوب طاقم طائرة التجسس العائدين على مدى 12 ساعة

TT

استجوب محققون عسكريون أميركيون في جزيرة هونولولو في هاواي على مدى 12 ساعة أفراد طاقم طائرة التجسس الأميركية الذين احتجزوا في الصين لمدة أحد عشر يوما، بعد أن اضطروا للهبوط في جزيرة هاينان عقب اصطدام طائرتهم بمقاتلة صينية في الجو. وقد استهدفت التحقيقات التعرف على أسباب الحادث الذي أدى لفقدان الطيار الصيني، وحصر كم المعلومات المخابراتية التي تمكن طاقم الطائرة الأميركية من تدميرها قبل الهبوط في المطار الصيني.

ويريد المحققون أيضا معرفة تفاصيل التحقيقات التي أجرتها السلطات الصينية مع أفراد الطاقم المكون من 21 رجلا وثلاث نساء. كما اجريت تحقيقات استغرقت 14 ساعة امس مع أفراد الطاقم قبل أن يسمح لهم بمغادرة هاواي ولقاء ذويهم. وأعلن مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن ما جمعوه حتى الآن من معلومات من أفراد الطاقم يؤكد ما ذهبوا اليه من قبل، من أن المسؤول عن الحادث هو طيار المقاتلة الصينية، خاصة أنه كان يقود طائرة أسرع وأكثر قدرة على المناورة من طائرة التجسس الأميركية. وقد رفض الرئيس الأميركي جورج بوش طلبا تقدمت به بكين بوقف رحلات طائرات التجسس الأميركية قرب السواحل الصينية.

وقال ان ادارته ستطلب من الصين الامتناع عن اعتراض الطائرات الأميركية أثناء تحليقها في الأجواء الدولية، خلال محادثات سيعقدها الجانبان الأسبوع القادم لبحث خطوات اعادة الطائرة التي لا تزال رابضة على أرض مطار هاينان.

وكان الطاقم قد غادر الصين الى جزيرة جوام، وهي قاعدة عسكرية أميركية في المحيط الهادئ ومنها الى جزيرة هونولولو في هاواي. وقد سمحت الصين لأفراد الطاقم بمغادرة أراضيها بعد أن أعربت واشنطن عن أسفها الشديد لاختفاء الطيار الصيني. وقالت الصين ان قرار الافراج عنهم جاء لدواع انسانية بحته. وكان بوش قد قال في تصريح مقتضب يوم الأربعاء الماضي ان الشعب الأميركي يشاطره الأسى لوفاة الطيار الصيني. غير أن بوش لم يعرب عن أسفه لوقوع الحادث، كما لم يقل ان بلاده تتحمل مسؤولية وقوعه.

وقررت الصين الافراج عن أفراد طاقم الطائرة الاميركية بعد أن تسلمت الخارجية الصينية رسالة من السفارة الأميركية أعربت فيها حكومة الولايات المتحدة عن أسفها العميق لبعض جوانب الحادث. كما جاء في الرسالة أن الولايات المتحدة تعبر عن أسفها لهبوط الطائرة على الأراضي الصينية دون تصريح مسبق.

وبينما تكون محنة أفراد الطاقم قد انتهت، فان المراقبين يستبعدون أن يكون النزاع قد انتهى. ويستدلون على ذلك بعدم صدور أي اشارة صينية الى طائرة التجسس ذاتها. ومن المحتمل أن تكون ثمة مفاوضات شاقة بعد الافراج عن أفراد الطاقم، ومن بينها ضغط الصينيين بقوة من أجل تقليص عمليات الاستطلاع الجوية الأميركية فوق الأراضي الصينية أو بالقرب منها. كما يرجح ان تمارس بكين ضغوطا في ما يتعلق بالشؤون الثنائية كالتجارة والتحاق الصين في المنظمة العالمية للتجارة.