الهدوء يعود إلى سينسيناتي بعد اشتباكات عرقية وبوش يلتقي بأحفاد جيفرسون سودا وبيضا

TT

واشنطن ـ وكالات الانباء: استعادت مدينة سينسيناتي الاميركية هدوءها امس نتيجة حظر التجول الذي فرضته بلدية المدينة اثر احداث شغب اعقبت مقتل شاب اسود على يد شرطي ابيض يوم السبت الماضي. وقال رودني ارمسترونج (46 عاما) العامل في احد فنادق المدينة الواقعة في ولاية اوهايو شمال الولايات المتحدة «انها مدينة اشباح». وقامت الشرطة باعتقال عدد من الاشخاص خرقوا حظر التجول، الا انه لم تسجل اي حوادث عنف.

وكان رئيس بلدية المدينة تشارلز لوكن قد اعلن حالة الطوارئ في المدينة قبل ان يفرض منع التجول الذي سيبقى قائما حتى إشعار آخر، خصوصا ان عطلة نهاية الاسبوع (غدا الاحد) ستشهد دفن الشاب الاسود تيموثي توماس (19 عاما) الذي قتله شرطي ابيض.

واعتقلت الشرطة اكثر من ستين شخصا منذ بدء الشغب. كما نهبت متاجر في المدينة وتعرض سائقو السيارات البيض للضرب. ويعتبر توماس الاسود الرابع الذي يقتل بايدي الشرطة في هذه المدينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويبلغ عدد سكان سينسيناتي 331 الف نسمة ويشكل السود 43 % من سكانها.

من ناحية اخرى، كان للرئيس الاميركي جورج بوش الفضل في جمع احفاد واضع الدستور الاميركي توماس جيفرسون السود والبيض رسميا للمرة الاولى. فقد دعا بوش الى احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد جيفرسون، احفاد هذا الرئيس الثالث للولايات المتحدة الاميركية من ابنائه الشرعيين الذين رزق بهم من زوجته مارتا ويلز شيلتون، وكذلك احفاده من ابناء سالي هيمينجز الأَمة السوداء التي كانت عشيقته المفضلة طوال 38 عاما وانجب منها ستة ابناء.

و تجاهل المؤرخون الاميركيون طويلا، ربما على سبيل الحياء، هذه العلاقة غير الشرعية بين جيفرسون وجاريته السوداء، التي تحولت العام الماضي الى مسلسل تلفزيوني صغير باسم «سالي هيمينجز: فضيحة اميركية». وحتى الآن لا يزال البعض ينفي وجود هذه العلاقة التي افتضح امرها للمرة الاولى سنة 1802 حيث شكلت عنوانا كبيرا للصحف الاميركية آنذاك.

واستخدم العلم للتحقق من حقيقة هذه العلاقة مع اجراء اختبار للحمض الريبي النووي منقوص الاوكسجين سنة 1998، واثبت ان اصغر ابناء سالي هيمينجز على الاقل ويدعى استون هيمينجز من نسل آل جيفرسون، إلا ان الاختبار لم يثبت بشكل قاطع ما اذا كان استون ابن توماس جيفرسون او ابن شقيقه راندولف او ابن احد ابناء هذا الاخير الخمسة او ابن احد ابناء عمومته. ورفضت جمعية «مونتيسيللو» التي تجمع احفاد مارتا جيفرسون حتى الآن قبول احفاد سالي هيمينجز.

وقال شانون لانيير، احد احفاد سالي هيمينجز والمشارك في وضع كتيب بعنوان «ابناء جيفرسون»: «يقال دائما ان توماس جيفرسون لم يكن لديه الوقت ليجمع شمل عائلته كلها في حياته، لكن اليوم امامنا الفرصة لإعطاء صورة لعائلة موحدة ولجعلها رمزا للعالم، لانه اذا كانت عائلة متباينة الى هذا الحد مثل عائلتنا قد تمكنت من الاتفاق رغم الماضي، فلا سبب لان لا تتمكن اميركا من ان تحذو حذوها».

وقال بوش متحدثا عن سلفه الشهير: «ان العالم يردد حتى الآن افكار جيفرسون، حتى وإن كان هو نفسه لم يطبقها ابدا، لكن جيفرسون الذي اصدر الامر بحظر الرق في اراضي الشمال عاش هو نفسه من عرق العبيد، وجيفرسون الذي انكر المساواة العرقية هو نفسه الذي لا تزال اقواله عن المساواة في الحقوق مدوية حتى الآن».