وزير الخارجية اليمني الجديد: نتوقع أن يراجع مجلس التعاون موقفه من طلب عضوية اليمن

الدكتور أبو بكر القربي في حوار مع «الشرق الأوسط»: هناك جزء من الحدود البحرية مع إريتريا وجيبوتي يتعين حله بمشاركة السعودية * واشنطن تثمّن دورنا في تحقيقات المدمرة «كول»

TT

قال وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي ان كثيرا من قيادات مجلس التعاون الخليجي حريصون الآن على ان يكون لليمن المكان المناسب في هذا التجمع الاقليمي. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان الظروف التي وصلت اليها السياسة اليمنية من حل للخلافات الحدودية مع السعودية وعودة العلاقات مع الكويت ستجعل هذه الحكومة او غيرها من الحكومات القادمة اكثر قربا من الاشقاء في الخليج العربي. واضاف ان اليمن بادر الى طلب الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي وتوقع ان يراجع مجلس التعاون الموقف من تلك المبادرة.

واعلن الدكتور القربي ان الرئيس علي عبد الله صالح سيقوم بزيارة الى اريتريا غدا الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس اسياس افورقي وترجمة العلاقات بين البلدين الى اتفاقيات في الاستثمارات والتنمية الاقتصادية. واشار الى ان هناك امورا تتعلق بالحدود البحرية مع اريتريا وجيبوتي يتعين حلها في المرحلة الحالية وبمشاركة السعودية، مشيرا الى ان هناك جزءا في مسألة الحدود البحرية مع اريتريا ما زال عالقا ويحتاج الى حل، وان المحكمة الدولية قد حددت الآليات الكفيلة بحل هذا الامر. وتوقع ان تشهد العلاقات اليمنية مع بريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي مزيدا من التطور خلال الشهور القادمة.

وفي ما يلي نص الحوار:

* هل يمكن اعتبار التشكيل الحكومي الجديد منعطفا في واقع اليمن الراهن؟

ـ في اعتقادي ان الحكومة الجديدة عكست قناعة القيادة السياسية في تشكيل وزارة من الدماء الجديدة والشابة التي يجب ان تتاح لها فرصة الإسهام في بناء اليمن الحديث. وهذا لا يعني ان الوزارة السابقة لم تقم بواجبها لكن التغيير اصبح قضية ملحة في الحياة السياسية اليمنية. وهذا التغيير لا شك انه ارتبط بحقيقة الممارسة السياسية في البلاد التي اصبحت تتسم بالمناخ الديمقراطي وبالشفافية وبانتقال السلطة الى المواطنين من خلال المجالس المحلية. ولا شك ان تطبيق اللامركزية سيكون اسهل مع دماء جديدة لم تتعود على ان تكون السلطة كاملة تحت سيطرتها.

* ما هو دور الدبلوماسية اليمنية مستقبلاً في اطار هذا التغيير؟

ـ ربما ان أي قارئ للسياسة اليمنية في المرحلة الاخيرة، وتحديدا منذ عام 1995، سيلاحظ بوضوح وجود انفراج حقيقي في علاقات اليمن بالدول العربية الشقيقة نتيجة للدبلوماسية الناضجة التي تعاملت مع الأحداث ومع المواقف بروح عقلانية وبعيدا عن التشنج والعواطف. واستطعنا بهذا الاسلوب ان نجتاز الكثير من الازمات، سواء كانت متعلقة بأزمة حنيش او بقضية حل المسألة الحدودية مع المملكة العربية السعودية. وهذا النهج عزز من موقف اليمن الذي اصبح يضرب به المثل في معالجة الخلافات الحدودية والسياسية. وخلال هذه السنوات الخمس ـ وكما شاهدنا ـ عمل الرئيس صالح على مد الجسور مع العالم عبر رحلاته الكثيرة الى العديد من الدول في آسيا واوروبا والاميركتين، وهذه الرحلات في مجملها وضعت اليمن على الخارطة السياسية دوليا وليس فقط اقليميا، فضلا عن المبادرة اليمنية في تفعيل الجامعة العربية والدعوة الى الاجتماعات الدورية للقمة العربية، هذه الامور كلها أظهرت ان اليمن يضع الهم العربي بنفس درجة الهم اليمني، وان عليه من خلال الدبلوماسية ان يعزز العلاقات حتى ندخل في مرحلة التنمية الحقيقية في اليمن ونضمن الاستقرار في المنطقة إجمالا وفي اليمن على وجه الخصوص. وهذه الامور في يقيني هي مقومات النجاح لأي عمل تنموي في المستقبل.

* وصفت هذه الحكومة بالاقرب الى دول الخليج العربي.. كيف ترون هذا الوصف؟

ـ انا لا اؤمن بهذه المقولات. لكني اعتقد ان الظروف التي وصلت اليها السياسة اليمنية من حل للخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية وعودة العلاقات مع دولة الكويت ستجعل أي حكومة تشكل في اليمن قريبة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي لا يمكن لأي حكومة ان تقول إن ما انجز في هذا الامر هو انجازها لأن العمل السياسي هو عمل تراكمي تسهم فيه كل الحكومات المتعاقبة.

* هل يمكن القول ان اليمن أصبح اكثر قربا الى عضوية مجلس التعاون الخليجي في ضوء هذه المعطيات؟

ـ نعم هذا الامر صحيح بالنسبة لليمن. واؤكد ان السياسة اليمنية المرنة والعقلانية جعلت اليمن قريبا ليس فقط الى دول مجلس التعاون الخليجي وانما هو قريب ايضا من التجمعات الاقتصادية، وبخاصة ان موقع اليمن يضعه موضعا تحرص الكثير من هذه التجمعات على ان تكون لها علاقات معه.

لكن نحن بالتأكيد في اليمن نؤمن ان مجلس التعاون الخليجي هو الاقرب الينا، ونحن حريصون وكما يبدو الآن ان الكثير من قيادات هذه الدول الشقيقة حريصة على ان يكون لليمن المكان المناسب في مجلس التعاون الخليجي.

* هل هناك تحرك او مبادرة في هذا الامر؟

ـ اعتقد ان اليمن قام بمبادرته في هذا الامر. ونحن نتوقع الآن من الاخوة في دول مجلس التعاون الخليجي ان يراجعوا الموقف من تلك المبادرة.

* على ماذا يعول اليمن في الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي؟

ـ لا شك ان كل تجمع اقليمي يشكل بوجوده عوامل النجاح في المجالين السياسي والاقتصادي. ولاننا نعرف يقينا انه لم يعد هناك من تأثير للدول الصغيرة في التنافس الدولي في عصر العولمة، مما يعني ان على الدول العربية اولا في دول الخليج والجزيرة العربية ومن ثم في الوطن العربي اجمع على ان توجد الآليات لتعزيز الدور الحقيقي للجامعة العربية ودور الوحدة الاقتصادية العربية حتى يمكن ان ندخل في هذا التنافس الدولي الذي يجعل موقف العالم العربي ضعيفا جدا، اذ ظل التعامل مع هذه التطورات العالمية كدول متفرقة. ونحن نراهن على مجلس التعاون الخليجي في انضمامنا اليه باعتبار ان اليمن يمثل العمق الاستراتيجي والبشري للمنطقة، وبالتالي فان وجود اليمن هو تعزيز لدور مجلس التعاون الخليجي كما هو تعزيز لوضع الجمهورية اليمنية.

* ما هو الدور الدبلوماسي الذي تسهم فيه الدبلوماسية الى ان تصبح البلاد وعاء استثماريا في المنطقة؟

ـ الاستثمار يحتاج في الاساس الى مناخ الاستقرار والى ازالة كل عوامل الخلافات مع دول الجوار. واليمن اجتاز هاتين المرحلتين فوضع اليمن الامني اكثر استقرارا عما كان عليه الامر في اي وقت مضى. فأصبحت علاقاتنا مع دول الجوار علاقات حميمة مبنية على التعاون، وبالتالي اصبح المجال مفتوحا لتنمية العلاقات الاقتصادية التي تتمكن عبره من ايجاد التكامل الاقتصادي وتطوير مبدأ المشاركة في التنمية الاقتصادية مع دول الجوار.

* هل ستزور دول مجلس التعاون الخليجي في الفترة القليلة القادمة؟

ـ في اعتقادي ان القيام بمثل هذه الزيارة من الامور الهامة لدول الجوار والدول العربية بصورة عامة، لان اللقاءات بين القيادات العربية تزيل سوء الفهم وتقرب من وجهات النظر. واليمن عمل بصورة دائمة بهذا الاسلوب لانه يعتقد انه لا يكفي الاعتماد على التصريحات او على البيانات وانما يتم ذلك باللقاءات والحوارات المباشرة والهادفة وهي التي في الحقيقة تخلق رأيا تجمع عليه الشعوب والقيادات العربية.

* ماذا عن الدور اليمني الامني على النطاق الاقليمي؟

ـ لقد اصبح من الواضح تماما لكل دول المنطقة انه لا يمكن ان تجزأ قضية الامن القومي لأي دولة من الدول وان امن الكويت هو امن اليمن وامن العراق هو أمن السعودية. وكلما ادركنا هذا الجانب في العالم العربي اقتربنا من تحقيق الامن القومي العربي، لاننا وللاسف الشديد نعيش تحت وهم ان الامن الوطني في المنطقة العربية يمكن ان تقوم به اطراف من خارج الوطن العربي وهذا امر غير صحيح. وهذا الامر يحتم علينا ان نطور آليات الامن الوطني القومي العربي من خلال منظماتنا الاقليمية العربية حتى نستطيع فعلا ان نضمن وان نحقق الامان لكل دولة من دول هذه المنطقة، ونضمن بالتالي التعاون الاقتصادي الذي هو في النهاية سيزيل الكثير من المخاوف السياسية.

* كيف يمكن تطبيق هذا المنظور على الواقع العربي في ضوء ما شهدته قمة عمان الاخيرة بشأن الحالة بين الكويت والعراق؟

ـ بظني ان قمة عمان لم تفشل في قضية الكويت والعراق لانه بمجرد ما طرحت فيه القضية وبالتقارب الذي كاد ان يوصل الامر الى النهاية المطلوبة من القيادات العربية، هو انجاز في حد ذاته. ولا شك اننا نقدر الدور الايجابي الذي لعبه اليمن في هذا الجانب من خلال الدبلوماسية اليمنية التي قادها الاخ الرئيس صالح.

اما كون ان القمة لم تأت بالنتائج التي كنا نأملها فلا يعني ذلك الفشل لانها قربت كثيرا من وجهات النظر. وعلينا فقط الان ان نعزز الجهد الذي بذل ونزيل المخاوف التي اعاقت القمة العربية عن الوصول الى النتيجة التي كنا نتمناها.

* هل سيواصل اليمن دوره في حل قضية الاسرى والمفقودين الكويتيين؟

ـ اليمن حريص على ان تتم معالجة قضية الاسرى الكويتيين، كما ينظر في قضية المفقودين العراقيين، ويجب ان يؤكد امن وسلامة الاراضي الكويتية. وهذه الامور في مجملها اكدها رئيس الوزراء عبد القادر باجمال عندما كان وزيرا للخارجية.

* الامن في البحر الاحمر والقرن الافريقي من الامور الهامة للامن اليمني والعربي كيف تنظر الى هذا الملف الشائك؟

ـ اليمن ينظر الى ان امن البحر الاحمر هو مسؤولية الدول العربية التي تطل على هذا البحر، والتنسيق مع الدول الصديقة المطلة كاريتريا، لان امن البحر الاحمر يجب الا يكون متروكا للآخرين يفرضونه علينا. فاليمن تحرك دبلوماسيا وسيستمر هذا التحرك لكي تحل كافة المشاكل على الحدود البحرية مع بعض الدول المجاورة. الجزء في هذا الامر والمتعلق مع المملكة العربية السعودية تم حله بمعاهدة جدة. وهناك جوانب تحتاج الى الحل مع دولتي اريتريا وجيبوتي. وهذه من الامور التي يجب ان نتعاون مع الدولتين الجارتين والوصول الى اتفاقيات بهدف ترسيم هذه الحدود البحرية بمشاركة كل الاطراف المعنية مثل المملكة العربية السعودية ودولتي اريتريا وجيبوتي حتى نضمن ان يصبح هم البحر الاحمر هو همنا جميعا ليس فقط من ناحية الامن السياسي أو العسكري وانما للحفاظ عليه من التلوث الذي يحدث ويؤثر على بيئة البحر الاحمر.

* ألا تعتبر الحدود البحرية مع اريتريا حسمت من قبل المحكمة المختارة بين البلدين؟

ـ سبق ان قلت ان مسألة الحدود البحرية مع السعودية حسمت، لكن في ما يتعلق باريتريا هناك جزء بسيط يجب ان يحسم الآن. وقد حدد الحكم الصادر عن محكمة التحكيم الدولية المختارة من اليمن واريتريا الآليات لحسم هذا الخلاف، لكن يجب ان يتم ذلك مع الاطراف الاخرى كالمملكة العربية السعودية.

* لماذا اجلت زيارتك الى الصين الشعبية التي كان يتعين القيام بها اليوم؟

ـ تأجلت زيارتي الى الصين نتيجة لزيارة الرئيس صالح لدولة اريتريا غدا. وباعتباري وزيرا للخارجية يجب ان اكون من ضمن الوفد المرافق في هذه الزيارة. وليست هناك اي اسباب اخرى لتأجيل زيارتي الى الصين وسوف تتم الزيارة في موعد قريب.

* ما هي طبيعة زيارة الرئيس الى اريتريا؟

ـ هذه الزيارة الى اريتريا هي رسمية بناءً على دعوة الرئيس افورقي الذي كان قد زار اليمن مرتين منذ حل الخلافات على جزر حنيش. وتأتي في اطار تعزيز العلاقات مع دول الجوار بترجمة هذه العلاقات الى اتفاقيات للتعاون في ما يتعلق بالعلاقات اليمنية مع اريتريا او في ميدان الاستثمار او التنمية الاقتصادية.

* ما هو واقع العلاقات مع اميركا والدور الاميركي في هذه المنطقة يقدم اليمن من تسهيلات للبحرية الاميركية في ضوء ما حدث للمدمرة «كول»؟

ـ ما حدث للمدمرة «يو. اس. اس كول» من تفجير كان يمكن ان يقع في اي مكان بالعالم وليس فقط في اليمن. ولا شك ان الحادث خلق لفترة قصيرة نوعا من الإرباك. ولكن اليمن تجاوزه فاتخذ القرارات التي تكفل متابعة المسؤولين عن هذه العملية واتخاذ الاجراءات القانونية لتقديمهم الى المحاكمة. واليمن مستمر في متابعة كل من كان له دور في هذا الجانب.

الجانب الاميركي يقدر الآن الدور الذي قام به اليمن والتعامل اليمني في عملية التحقيق. وفي اعتقادي ان اهم الجوانب في قضية المدمرة «كول» ان اليمن ظل يصر على حقه السيادي في كل ما يتعلق بالقضية، ولكن اليمن حرص على التعاون مع الجانب الاميركي وفي نفس الوقت على التعاون مع اي دولة اخرى في قضايا مكافحة الارهاب. اما ما يتعلق بدور اميركا الاقليمي فاتمنى ان يستمر هذا الدور الاميركي ايجابيا في المنطقة لتحقيق سلام عادل وشامل لان تجنب الادارة الاميركية لعب هذا الدور في ما يتعلق بالمفاوضات بين اسرائيل واخواننا الفلسطينيين يبدو وكأنه منح اسرائيل حق التصرف بعنجهيتها العسكرية من دون ان تجد من يقف او يدين هذه الاعمال، وإن كانت الادارة الاميركية أدانت في الفترة الاخيرة بعض هذه التصرفات. لكن نحن نتوقع منها ان تكون اكثر حسما لموقفها من اسرائيل وان تدرك بانه ما لم يتحقق سلام عادل، يحصل الاخوة الفلسطينيون عبره على حقوقهم في الارض والسيادة فان الموقف في هذه المنطقة سيكون متفجرا.

* زيارتك القادمة لروسيا لافتة.. هل تعتبر منعطفا في العلاقات في ظل بوادر لعودة الحرب الباردة؟ ـ في البداية يجب ألا ننسى ان العلاقات مع روسيا علاقات قديمة جدا. واليمن لا ينسى الدور الروسي وبخاصة في مرحلة الكفاح والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر عام 1962. كما ان اليمن لا ينظر الى روسيا كدولة لم تعد لها اهمية بعد ان تبلور القطب الواحد في السياسة العالمية، فروسيا تظل رقما صعبا ويجب ان يؤخذ في الحسبان ويجب ان تنمى العلاقات مع روسيا، وبخاصة في الوقت الراهن مع هذا الانفتاح الذي نراه في روسيا والذي من آثاره ان الاقتصاد الروسي بدأ ينمو خلال عام 2000، منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين اضافة الى ان المواقف الروسية من القضايا العربية ايجابية فلا يمكن في الحقيقة إلا ان نعزز العلاقات مع روسيا.

وفي ما يتعلق بالشطر الآخر من سؤالك فلا اعتقد ان حربا باردة ستبدأ، فالعالم اليوم اصبح اكثر تعقيدا مما كان عليه اثناء الحرب الباردة السابقة، لان الهم الاقتصادي اصبح هما اساسيا واسلوب السيطرة على الدول لم يعد بالآلية السابقة، ثم ان قضية السلاح النووي رغم اهميته لم يعد في النهاية هو الذي سيحسم الصراع. لذلك فانه كلما تأزمت المواقف بين دولتين من الدول ففي النهاية عليهما ان تعودا الى تحكيم العقل في ايجاد المخارج في الظروف العالمية الحالية. وهذا حدث في مجموعة ازمات في غضون العامين الماضيين ورأيناها تتعقد ثم تنفرج ونجد كل طرف يحسب حساباته بطريقة افضل مما كان عليه في الستينات والثمانينات من القرن الماضي.

* حتى تكتمل الصورة لعلاقات اليمن الدولية ما هي نظرة اليمن للعلاقات مع الاتحاد الاوروبي؟

ـ علاقات اليمن بأوروبا علاقات متميزة، وتحديدا المانيا وهولندا اللتين كان لهما دور كبير في التنمية باليمن، ودول الاتحاد الاوروبي لها مواقف ايجابية في دعم اليمن. ونحن حريصون على ان ننمي هذه العلاقة، وقد اصبح اليمن رقما في حسابات الاتحاد الاوروبي وبالذات في مجالات التنمية الاقتصادية بالدعم الذي يحصل عليه لمواجهة الكثير من القضايا المتعلقة باقتصاده.

* شاب العلاقات مع بريطانيا نوع من التوتر وبخاصة إثر حادث التفجير للسفارة في اكتوبر (تشرين الاول).. ماذا بشأن هذه العلاقة؟

ـ حادث السفارة لم يخلق توترا في العلاقات مع بريطانيا، لكن الذي خلق التوتر هو حادث الاختطاف الذي وقع في مديرية مورية في نهاية عام 1999، مما ا دى الى مقتل بعض السياح البريطانيين. ومع ذلك ظلت العلاقات تراوح ما بين التحسن احيانا، فيما تشوبها بعض الصعوبات في وقت آخر.

من وجهة نظري ان الحكومة البريطانية تعتمد على معلومات غير دقيقة عن قضايا الامن والاستقرار السياسي في اليمن. وعندما تحصل على المعلومات الصحيحة تتراجع عن مواقفها. ففي المرحلة الاخيرة خففت التوجهات في ما يتعلق بسفر البريطانيين الى اليمن.

واتوقع ان تشهد العلاقات اليمنية ـ البريطانية في غضون الاشهر القادمة تحسنا ملحوظا، لان بريطانيا تدرك اكثر من اي دولة في اوروبا وربما اكثر من اي دولة في العالم اهمية المنطقة الواقعة بها اليمن والاهمية التي يلعبها ميناء عدن. كما ان بريطانيا لن تفرط في العلاقة التي يمكن ان تبنى بين اليمن وبريطانيا بحكم العلاقة التاريخية بين البلدين.