بغداد تسعى لتأمين زيارة مشتركة لشيخ الأزهر والمفتي وبابا الأقباط

مصادر مصرية تنفي لــ«الشرق الأوسط» تلقي الشيخين الدعوة والأنبا شنودة لم يحدد موعدا

TT

يسعى العراق مجددا لتكرار النجاح الاعلامي والشعبي لحملات التضامن الجوية التي قام بها رموز الفن والثقافة والاعلام في مصر على مدى الاشهر القليلة الماضية الى بغداد، ويأمل مسؤولون عراقيون في أن يقوم أهم الرموز الروحية والدينية في مصر بزيارة للعراق قبل نهاية العام الجاري من أجل لفت الانتباه الى ما يقول هؤلاء إنه أوضاع مأساوية ترتبت على سنوات الحصار العشر الماضية.

ويراهن هؤلاء على احتمال قيام كل من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر، والدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية، والبابا شنودة الثالث رئيس الكنيسة المصرية، بزيارة رسمية للعاصمة العراقية هي الاولى من نوعها منذ عشر سنوات لهذه الرموز الدينية الهامة.

وكانت تقارير صحافية واردة من بغداد قد نقلت عن صحيفة «الناصرية»، وهي احدى الصحف الاسبوعية الرسمية المحدودة الانتشار، توقعها اتمام هذه الزيارة في وقت قريب. غير ان مصادر مسؤولة في مكتب شيخ الازهر والمفتي نفت لــ«الشرق الأوسط» علمها بتلقي أي منهما أية دعوة رسمية من الحكومة العراقية للمفتي بزيارة وشيكة الى بغداد.

وقال الشيخ عمر البسطويسي مدير الادارة المركزية للعلاقات العامة والإعلام بمكتب شيخ الازهر ان اجندة الزيارات الخارجية للشيخ محمد سيد طنطاوي خلال العام الحالي لا تتضمن زيارة محتملة الى بغداد، مشيرا الى انه لم يتلق اية دعوة رسمية في هذا الخصوص.

بينما ابلغ مسؤولون بمكتب مفتي الديار المصرية لــ«الشرق الأوسط» ان زيارة الدكتور نصر واصل للعراق غير واردة في الاشهر القليلة القادمة. لكن البابا شنودة الثالث رئيس الكنيسة المصرية كان هو الوحيد من بين هذه الرموز الذي تلقى بالفعل دعوة رسمية لزيارة بغداد من دون تحديد موعد معين لاتمامها.

ويشعر المسؤولون العراقيون بكثير من التقدير لرمز الاقباط الروحي في مصر بالنظر الى تصريحاته الايجابية المتعاقبة حول ضرورة الرفع الفوري لمنظومة العقوبات الدولية المفروضة على العراق ودعوته المتكررة لوقف الحصار الاقتصادي ضد الشعب العراقي.

كما ساهمت المواقف القومية والعربية المعنية للبابا شنودة الثالث في تعزيز التقدير العراقي له، خاصة موقفه الرافض للسماح لأقباط مصر بالذهاب الى اسرائيل لزيارة الاماكن المسيحية المقدسة ما لم تتم استعادة كل الحقوق والاراضي الفلسطينية والعربية المغتصبة.

وحسبما قال دبلوماسي عراقي لــ«الشرق الأوسط» فان مواقف البابا شنودة الثالث في هذا الصدد وتضامنه ضد الحصار على العراق جعلت من توجيه الدعوة له رسميا لزيارة بغداد امراً منطقياً.

لكن الحال ليس كذلك في ما يتعلق بشيخ الازهر ومفتي الديار المصرية اللذين لم تمنعهما دعوتهما لرفع الحصار المفروض على العراق من منطلق ديني وانساني من توجيه الانتقادات للحكومة العراقية في ما يتعلق بحوالي ستمائة من الاسرى والمفقودين الكويتيين الذين تقول السلطات الكويتية ان العراق يحتفظ بهم في سجونه على الرغم من مرور عشر سنوات على انتهاء العمليات العسكرية لـ«عاصفة الصحراء».

ويقول مسؤولون عراقيون ان ذلك لن يمنع بغداد من الترحيب بأية زيارة رسمية ينوي الشيخان القيام بها للاطلاع على الاوضاع المأساوية الراهنة التي ولدتها السنوات العشر للحصار المفروض على العراق. ومع ان الزيارات الخارجية لشيخ الازهر والمفتي غالبا ما تأخذ طابعها الرسمي وتصطبغ بصيغة حكومية واضحة، الا ان مصادر في مجلس الوزراء المصري اكدت لــ«الشرق الأوسط» انه لم يجر اخيراً أي تداول لفكرة قيام الشيخ طنطاوي والدكتور واصل بزيارة بغداد، وهو ما يرجح القول بأن الزيارة قد لا تتم ـ كما هو متوقع ـ خلال العام الجاري.

ويتناقض هذا مع مزاعم صحيفة «الناصرية» العراقية التي ادعت امس ان هذه الزيارة كانت مقدرة خلال الشهر الماضي، غير انه تم تأجيلها الى موعد لاحق لضمان حضور ومشاركة المزيد من الفعاليات الدينية والروحية خلال هذه الزيارة المثيرة للجدل.