الملاجئ العراقية تدفع البنتاجون للتفكير في قنبلة نووية صغيرة لتدمير أهداف تحت الأرض

TT

تدرس وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) امكانيات انتاج سلاح نووي صغير، له مقدمة مخروطية لاختراق الارض كوسيلة لتدمير اهداف او مراكز قيادية مدفونة تحت الارض، حسب مصادر من الادارة والكونجرس الاميركيين.

وطالما سعى عدد من علماء الاسلحة النووية وبعض الاستراتيجيين العسكريين، واعضاء بارزون من ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، وراء انتاج مثل هذا السلاح للوصول الى الاهداف المدفونة تحت الارض من دون إحداث أضرار جماعية ضخمة. كما يدافع انصار هذا السلاح الصغير عنه بقولهم انه سيمكن الولايات المتحدة من تقليص مخزونها الحالي والبالغ 6 آلاف من الرؤوس النووية الاشد دمارا.

وتزايد الاهتمام بهذه الاسلحة بسبب القلق من ان يكون الرئيس العراقي صدام حسين قد استطاع إخفاء اسلحة كيماوية وبيولوجية في ملاجئ تحت الارض. وتسلط الاضواء من جديد على مركز قيادة الحرب النووية الروسي المدفون تحت جبل يامنتال.

وكان قد نقل عن مستشار كبير لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قوله ان الاسلحة النووية الاميركية الحالية لن تردع الرئيس العراقي لانه «يعرف ان الرئيس الاميركي لن يلقي قنبلة وزنها مائة كيلو طن فوق بغداد»، ليدمر المدينة وسكانها، سعياً لتدمير اسلحة الدمار الشامل التي يملكها صدام.

وفي هذا الصدد، لم تنتج اية اسلحة نووية في الولايات المتحدة منذ الثمانينات، كما اوقف إجراء التجارب النووية عام 1992. وتنفق وزارة الطاقة الاميركية كل عام 5.4 مليار دولار على برنامج صيانة مخزونها من الرؤوس النووية والحفاظ عليها في حالة مأمونة. وقال بول روبنسون رئيس مختبرات سانديا النووية التابعة لوزارة الطاقة الاميركية «ان الاسلحة محدودة الطاقة المزودة بنظم توصيل شديد الدقة يمكن ان تساعد المسؤولين الاميركيين على ان يفكروا في تدمير بعض الاهداف المدفونة او المستترة، آخذين في حسبانهم الحاجة الى تقليل الدمار المصاحب لها»، في حين يشير المعارضون لإنتاج هذا السلاح الى انه لن يكون قادرا على اختراق سطح الارض الى عمق يكفي لإبقاء الحطام المشع بعيدا عن الوصول الى الغلاف الجوي. وادت احتمالات ان يوصي البنتاجون الادارة الاميركية الجديدة بإنتاج اسلحة نووية صغيرة جديدة الى اثارة قلق الجماعات المهتمة بالرقابة على انتشار الاسلحة. ويعتزم اتحاد العلماء الاميركيين اصدار تقرير هذا الاسبوع يجادل بأن اضافة رؤوس صغيرة للمخزون النووي يزيد احتمالات استخدامها. وكان الكونجرس قد منع قبل 7 سنوات الابحاث في مجال الاسلحة النووية الصغيرة، خوفا من اختفاء الحواجز بين الاسلحة النووية والتقليدية، ولكن في مذكرة ارسلت الى البنتاجون العام الماضي طلب سيناتورات من الوزارة دراسة الاسلحة المطلوبة لاصابة اهداف مدفونة بعناية تحت الارض.

وطلبوا بشكل خاص تحري الاسلحة المطلوبة، بما في ذلك اسلحة نووية محدودة. وتساعد وزارة الطاقة التي تدير المختبرات النووية وزارة الدفاع في الابحاث.

وفي ورقة قدمها الشهر الماضي روبنسون، قال ان اسلحة صغيرة مع اجهزة توجيه دقيقة ستكون مرغوبة بشدة للردع في العالم خارج روسيا.

ويجادل المنتقدون بان هذه المهمة صعبة التحقيق بدون مستوى تلوث نووي عال. ويقول العلماء الحكوميون الاميركيون ان رأسا صغيرا نوويا يحتوي على كيلو طن واحد يحتاج لاختراق الارض بعمق 175 قدما حتى يظل الاشعاع محصورا.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»