الأمير نايف: السعودية لديها قناعة كاملة بضرورة قيام تعاون أمني مع إيران

وزير الداخلية السعودي يبدأ زيارته لطهران لتوقيع اتفاق أمني بين البلدين

TT

اكد الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي ان الحكومة السعودية لديها القناعة الكاملة بضرورة قيام تعاون امني مشترك مع الجارة المسلمة ايران من خلال ابرام الاتفاقية الامنية المشتركة بهدف تكاتف البلدين لتحقيق مصلحة الامن المشترك لان امن ايران يهم امن السعودية وامن السعودية يهم بالتأكيد امن ايران.

وشدد الأمير نايف في تصريحات صحافية عقب وصوله مساء امس الى مطار مهرباد الدولي في طهران حيث كان في مقدمة مستقبليه وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري على ان السعودية تنظر نظرة ايجابية للنتائج المنتظرة من توقيع الاتفاقية الامنية مع ايران التي ستنعكس ايجابا على توثيق جسور العلاقات بين الجانبين التي يؤمل ان تتعمق اكثر بعد توقيع هذه الاتفاقية «لاننا وايران لدينا الرغبة الصادقة والنوايا الجادة لقيام علاقات متميزة».

وقال وزير الداخلية السعودي ان «الاتفاقية الامنية ستخدم مصالحنا المشتركة كما سيكون لها انعكاس ايجابي على امن واستقرار المنطقة وعلاقات بلدينا ونعمل سوية لتوثيقها من اجل صالح البلدين والشعبين والمنطقة ككل».

وقال: «انني اجد نفسي سعيدا لزيارة هذا البلد الشقيق الجار المسلم تلبية لدعوة اخي وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري، واحمل للقيادة والشعب الايراني تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني».

ومضى الأمير نايف يقول: «نحن في السعودية نشعر دائما ان كل لقاء يجمعنا بالاشقاء في ايران هو لقاء يحظى منا بالتقدير والحرص من اجل تعميق اواصر التعاون الامني، ولهذا جئت اليكم لنناقش امورا عديدة تخدم مصالحنا واهدافنا المشتركة، ولولا قناعة باهمية وضرورة وجود اتفاقية امنية بين البلدين لما حضرنا وجئنا اليكم».

وقال: «اننا نقدر ونثمن بكل التقدير مشاعر الاخوة المسؤولين في ايران نحو المملكة ونحن نبادلكم نفس المشاعر الصادقة».

وابلغ الوزير الايراني الأمير نايف ترحيب واعتزاز حكومته بهذه الزيارة، وقال: «نحن سعداء بوجودكم، فهذا بلدكم وانتم رب البيت فيه، وقد حاولنا ان نعد برنامجا يسركم، نأمل ان يحظى باعجابكم».

وفور وصول الأمير نايف امس الى المطار، عقد الوزيران في مقر وزارة الداخلية الايرانية اجتماعا موسعا حضره الوفد الرسمي المرافق للأمير نايف وفي مقدمته الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية.

ويعقد الاجتماع الثاني بين الوزيرين غدا يعقبه التوقيع على الاتفاقية الامنية المشتركة.

ويلتقي الأمير نايف اليوم الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومهدي كروبي رئيس مجلس الشورى، كما يلتقي وزير الثقافة والارشاد الاسلامي احمد مسجد جامعي. ويحضر في المساء مأدبة عشاء رسمية يقيمها تكريما له وزير الداخلية الايراني.

كما يلتقي الأمير نايف غدا الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي وامين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني حسن روحاني، وينتظر ان يلتقي ايضا وزير الخارجية الدكتور كمال خرازي الذي سيقيم له مأدبة غداء.

وقبيل مغادرته الرياض استبعد الأمير نايف وجود تورط لايران في حادث انفجار شاحنة مفخخة في مدينة الخبر (شرق السعودية) في عام 1996 واسفر عن مقتل 19 واصابة عدد من الجنود الأميركيين.

وقال في رده عن سؤال عن انباء من واشنطن باحتمال تورط ايران في هذا الاعتداء: «نحن غير مسؤولين عن ما يقوله الاخرون، ونحن نقول لا».

واوضح وزير الداخلية السعودي قبيل مغادرته امس الرياض الى طهران في اول زيارة له لايران منذ قيام الثورة الاسلامية فيها عام 1979 ان هذه الزيارة تأتي بناء على الدعوة الموجهة له من وزير الداخلية الايراني لتعزيز العلاقات بين البلدين ولبحث الامور الامنية التي تهم البلدين والمنطقة ككل. واعرب عن سعادته بهذه الزيارة متمنيا ان تكون مفيدة لكلا البلدين. مشيراً الى ان «كل امر سيطرحه الاخوة في ايران سيبحث سواء كان ذلك متعلقاً بالمسائل الاقتصادية أو التجارية او الثقافية وغيرها». وعن تقييمه لمستقبل العلاقة بين البلدين قال الأمير نايف «ستكون ان شاء الله علاقة راسخة على اسس ثابتة وقناعات مبنية على الادراك للمصلحة العليا المشتركة».

وحول اهم بنود الاتفاقية الامنية بين البلدين والنتائج المترتبة عليها للبلدين والمنطقة ككل اوضح ان الاتفاقية سوف تنشر ان شاء الله وفيها كل مايتعلق بالامور الامنية مثل مكافحة الارهاب ومكافحة المخدرات ومكافحة غسل الاموال ومتابعة الجريمة والتعاون في كل ما يجد من الامور الامنية وتأكيد الاتصالات واللقاءات الامنية وفتح القنوات بين البلدين مؤكدا ان كل مايتعلق بالامن سيكون محل الاهتمام وبالتالي فالنتيجة توقيع الاتفاقية الامنية.

وحول موعد انعقاد الاجتماع النصف سنوي لوزراء الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجاب وزير الداخلية السعودي: «ان ذلك سيكون ان شاء الله في القريب وسيتم عقده في دولة البحرين». وعن تهريب الاسلحة من اليمن والعراق الى السعودية وهل لذلك اسباب تجارية أو انها تتعلق بالتهريب، اشار الأمير نايف الى انه ليس هناك شيء يذكر فهي محدودة جدا على مستوى فردي.

وعن رؤيته بان توقيع الاتفاقية الامنية بين السعودية وايران سيرمي بظلاله بشكل ايجابي على قضية الجزر الاماراتية وكذلك ترحيب الاوساط الايرانية بالاتفاقية واعتبارها بداية للتعاون بين دول المنطقة اجمع وايران والتقليل من التواجد العسكري الاجنبي في منطقة الخليج افاد الأمير نايف بان ذلك ليس له علاقة بالاتفاقية الامنية. وحول كيفية طمأنة الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة على ان الاتفاق السعودي الامني الايراني يصب في مصلحة امن الخليج اجاب وزير الداخلية السعودي بقوله «ان الامر لا يحتاج الى ان نطمئن اخواننا في دولة الامارات.. فالامر ليس فيه شك حتى نطمئن اي احد».