صفير يناشد لحود «قيادة» الحوار بين اللبنانيين ومصادر رسمية تصف أجواء لقائهما «بالممتازة»

TT

اكدت مصادر رسمية لبنانية ان اجواء اللقاء الذي جمع صباح امس الرئيس اللبناني إميل لحود والبطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير، كانت «ممتازة»، وان البحث تناول الأوضاع الراهنة على المستويين الاقليمي والمحلي، على ضوء المستجدات الأخيرة، وفي ظل مناخ عدم الاستقرار العام في المنطقة، الذي سببه التعنت الاسرائيلي وسياسة شارون المعرقلة لعملية السلام.

واضافت المصادر الرسمية انه تخلل اللقاء عرض للمصلحة اللبنانية في خضم هذه الاجواء، هذه المصلحة التي تستلزم وحدة الصف والموقف والابتعاد عما من شأنه ان يثير الانقسام والعصبيات او يؤدي الى افتعال فتنة داخلية لأي سبب كان.

واوضحت المصادر الرسمية كذلك انه تم عرض مختلف الشؤون التي تهم الساحة الداخلية، وجرى تأكيد على مسؤولية الدولة في معالجة الطروحات والمشكلات الطارئة، لما تقتضيه المصلحة العامة وبروح المسؤولية الواعية وذلك من خلال المعطيات والوقائع التي تملكها.

وعلم ان الرئيس لحود سيلبي خلال الأيام المقبلة دعوة الى الغداء وجهها اليه البطريرك صفير خلال اللقاء. وستكون مناسبة لاستكمال البحث في المواضيع المطروحة.

وكانت قد عقدت صباح امس في الصرح البطريركي في بكركي خلوة بين الرئيس لحود والبطريرك صفير استمرت تسعين دقيقة، ترأس بعدها البطريرك صفير قداس الفصح في كنيسة الصرح، بحضور الرئيس لحود ووزراء ونواب وفاعليات، وتوجه في جانب من عظته الى الرئيس لحود قائلا «لقد شاء الله ان تقودوا سفينة الحكم في لبنان في بحر متلاطم الأمواج وسط الأنواء والعواصف، ولكن ما أتاكم الله من عزيمة صادقة واخلاص للوطن وما عرفتم به من دقة وانضباط اكتسبتموهما وأنتم على رأس الجيش اللبناني في ظروف عصيبة وما توافر لكم من خبرة واسعة لكفيل بتمكينكم من معالجة الوضع المأساوي الذي يعيش فيه العديد من اللبنانيين، سواء على الصعيد الاقتصادي ام المعيشي ام السياسي». واضاف البطريرك: «ان الأمل معقود على همتكم العالية لقيادة الحوار المطلوب بين اللبنانيين انفسهم باجراء مصالحة شاملة بينهم وبين سواهم، تطبيقا لوثيقة الطائف في بنود كثيرة لم تطبق بعد. بحيث يشعر اللبنانيون بأن ما يصبون اليه من تطلعات مشروعة، تعزز ثقتهم بنفوسهم وببعضهم البعض وبوطنهم، سيتحقق اعمالا ملموسة تمنع الكثيرين من بينهم عن التفكير بالبحث عن وطن بديل، واننا نرافقكم نحن والكثيرون من اللبنانيين المؤمنين بربهم وبوطنهم بالدعاء الى الله لكي يمكنكم من تحقيق الآمال المعلقة عليكم وعلى معاونيكم وان يسدد خطاكم الى ما فيه التوفيق والنجاح».

وبعد انتهاء القداس رافق البطريرك صفير الرئيس لحود الى خارج الصرح البطريركي مودعا، واكتفى لحود في رده على اسئلة الصحافيين بالقول «كل سنة وانتم بخير».

وكانت فرص اطلاق حوار بين اللبنانيين حول الوجود العسكري السوري في لبنان قد بدأت تظهر بعد ترحيب رئيس الحكومة، بدعوة صفير الى اقامة «روابط وثيقة» مع سورية على اساس احترام السيادة اللبنانية مع تمسك صفير بضرورة تطبيق اتفاق الطائف للوفاق الوطني. وكذلك رحب الحريري بدعوة البطريرك الى الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية المحتلة وباعرابه عن قلقه على مصير الفلسطينيين. وقد اعتبرت اشارة البطريرك الماروني الى الجولان بمثابة بادرة تهدئة للاجواء المتشنجة في لبنان في وقت بدأت تظهر فيه بوادر جوار بين مؤيدي ومعارضي الوجود العسكري السوري فيه.