اعلن قائد طائرة التجسس الاميركية ان المقاتلة الصينية «اف ـ 8» مرت على مسافة متر او متر ونصف المتر من طائرته قبل حادث الاصطدام بين الطائرتين في الاول من الشهر الجاري. وعقد قائد الطائرة شين اوزبورن اول من امس اول مؤتمر صحافي في قاعدة هيكهام الجوية في بيرل هاربور (هاواي) بعد 11 يوما من احتجازه مع طاقم الطائرة في الصين وذلك قبل اقلاعهم الى جزيرة ويدبي قبالة ولاية واشنطن (شمال غرب) حيث توجد قاعدة انطلاق طائرات «اي.بي ـ 3».
وقال اوزبورن ان الطيار الصيني مر بالقرب منا على مسافة «ثلاثة او خمسة اقدام» (من متر الى متر ونصف المتر) وتحرش فينا. وفي المرة الثالثة اصطدمت طائرته بالجانب الايسر قبل ان تسقط من علو 15 الف قدم تقريبا في اتجاه الارض والدخان يتصاعد منها. وتمكن الطيار الصيني وانغ واي من القفز بالمظلة. واضاف شين اوزبورن «قلت في نفسي قتلنا هذا الفتى».
وقال الطيار نيكولاس ميلوس المسؤول عن التجهيزات داخل مقصورة الطائرة ان الوضع «كان اشبه بالجحيم»، شاكرا الله على التدريبات التي تلقوها «فلولاها لما بقي افراد الطاقم على قيد الحياة». ووصف ميلوس اللحظات العصيبة التي حاول فيها الطاقم باستماتة شديدة السيطرة على الوضع أثناء هبوط الطائرة من علو 7500 قدم خلال ثوان معدودة. وكما فعل اول من امس وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، نفى قائد الطائرة الرواية الرسمية الصينية بان طائرة التجسس الاميركية تسببت بحادث الاصطدام عندما غيرت بسرعة وجهتها، وبمقتل الطيار الصيني وبانها هبطت في الصين من دون اذن.
واكد اوزبورن ان طائرته كانت تطير وقت وقوع الحادث في خط مستقيم بواسطة الطيار الالي. واشار الى ان الطائرة الاميركية اطلقت 15 نداء استغاثة. واكد ايضا ان بلاده كانت على حق حينما رفضت تقديم اعتذار لبكين. وقال «أنا هنا لاقول لكم كنا على حق». واضاف «لا اعتذار مطلوب من جانبنا».
وتحدث اوزبورن ايضا عن المعاملة التي تلقوها من قبل الصينيين اثناء احتجازهم، فقال ان هؤلاء عاملوهم باحترام وادب، لكن الطاقم الاميركي كان يعاني من «قلة النوم» ومن الاسئلة «غير اللائقة» التي دامت من 4 الى 5 ساعات اثناء الليلة الاولى وكانت على مدار الساعة خلال الايام الاخرى. وقال اوزبورن «لقد كنت احاول سرقة بعض الوقت حين استطيع من اجل ان انام». واشار قائد الطائرة الى ان قائد الرحلة ابقي معزولا عن الطاقم خلال المرحلة الاولى من الاحتجاز.
ويشير الخبراء الى وجود نحو عشر طائرات استطلاعية من طراز «اي. بي ـ 3» في الخدمة عبر انحاء العالم. وامتنع الكابتن اوزبورن عن توضيح ما اذا تمكن طاقم الطائرة من تدمير المعلومات السرية وابطال عمل التجهيزات الحساسة على متن الطائرة وما يمكن ان يكون وقع بين ايدي الصينيين.
ومن المتوقع ان يلتقي المسؤولون الصينيون والاميركيون في بكين بعد غد (الاربعاء) لبحث ما حدث اثناء الاصطدام ومناقشة مستقبل الطائرة الاميركية التي لا تزال رابضة في جزيرة هاينان جنوب الصين.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»