رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية يعتبر الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة منظمة إرهابية

TT

على الرغم من الترحيب الاسرائيلي المفاجئ بالمبادرة الأردنية ـ المصرية، لوقف المواجهات واستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني، أعلن رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية العامة (الشاباك) آفي ديختر، انه يرى في جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، الذي يقوده محمد دحلان، منظمة ارهابية.

ويعني هذا، عملياً، اعلان الحرب على الجهاز وعلى قائده ومساعديه بشكل شخصي، بما في ذلك احتمال تصفيتهم جسدياً.

وكانت اسرائيل قد قصفت عدة مواقع وقوات لهذا الجهاز في الأسابيع الأخيرة، واعتبرت نائب دحلان، رشيد ابو شباك، مسؤولاً عن «عمليات الارهاب» ضد اسرائيل، لكنها امتنعت عن الاشارة الى دحلان الذي ظل عضواً في الوفد الفلسطيني المفاوض. وفي حينه أعلن ارييل شارون عندما كان زعيماً للمعارضة، انه يجب تصفية دحلان، وانتقد حكومة ايهود باراك على التفاوض معه.

وقبل اسبوعين اطلق جنود اسرائيليون الرصاص على كل من دحلان وامين الهندي، رئيس قوات الأمن العام، وعبد الرزاق اليحيا، رئيس الشرطة، وهم عائدون من المفاوضات مع قادة اجهزة الأمن الاسرائيلية. واعتذر شارون عن ذلك في حينه، لكن دحلان لم يقبل الاعتذار. وقاطع جلسة المحادثات الأخيرة بين أجهزة الأمن من الطرفين.

وكان رئىس «الشاباك» الاسرائيلي قد قدم تقريراً مفصلاً، خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية، امس حول الأوضاع في المناطق الفلسطينية بناء على التطورات الأخيرة وطرح المبادرة الأردنية ـ المصرية، وذلك قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأردني، عبد الاله الخطيب، الى اسرائيل لتقديمها بشكل رسمي. وقال ديختر ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يعد شريكاً لمفاوضات السلام، وانه ما زال مصراً على استخدام العنف في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية.

من جهة ثانية، حذر وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، من تصعيد حربي اقليمي. وكان يتكلم امام اعضاء الكنيست من حزب العمل، فصدمهم بتحذيراته هذه. وعندما سئل عن الموضوع ومدى خطورته، قال: لقد تغيرت قوانين اللعبة في المنطقة. نحن لم نعد نحتمل السكوت عن قتل جنودنا ومواطنينا في الضفة الغربية وغزة او في الشمال. وسنرد بقسوة. ونحن نعرف ان هناك قوى مغامرة في ايران وفي دول عربية ستعمل على تصعيد التوتر اكثر.

وسئل: ألا تخشى من حرب شاملة، فأجاب: «ما أخشاه هو ان أظل اقبر اسرائيليين».

الى ذلك شهد الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) جلسة صاخبة امس ازاء الأوضاع المتوترة، وعاد اعضاء الكنيست من اليمين يعتدون بالضرب على النائبين محمد بركة (رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) واحمد طيبي (رئيس الحركة العربية للتغيير). فقد هجموا على بركة، عندما تحدث عن الكيل بمكيالين في العالم، وكيف وقف كل زعماء العالم يطالبون بمحاكمة ميلوشيفيتش على جرائم الحرب التي اقترفها في يوغوسلافيا، بينما لا أحد يحاكم شارون على جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني. وصاح: «لكن، اطمئنوا، فانه سيحاكم في يوم من الأيام. فهو مجرم حرب».

أما الطيبي، فقد حاولوا الاعتداء عليه عندما تكلم عن التصريحات العنصرية للحاخام عوفاديا يوسف ضد العرب. فقال: «الكلمات السامة التي يطلقها هذا الحاخام الارعن، سوف تقتله. ولكن، في هذه الآونة، ليس لنا ان نقول له سوى: طز فيك.. وفي افكارك». وهاجم رئيس المعارضة يوسي سريد سياسة الحكومة الحربية، وحذر من التدهور الخطير فيها.