الخطيب سلم بيريس «رسالة» أردنية ـ مصرية

TT

قال وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب انه قدم رسميا للسلطات الاسرائيلية أمس رسالة سلام «نأمل ان تجد استجابة من الحكومة الاسرائيلية تتضمن افكارا اردنية ـ مصرية لخلق حالة جديدة من الثقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي».

وقال الخطيب في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاته أمس مع وزير خارجية اسرائيل شيمعون بيريس والتي استغرقت ثلاث ساعات، ان جلسة المباحثات مع وزير الخارجية الاسرائيلي ركزت على ايجاد افضل السبل للعودة الى طاولة المفاوضات ووقف العنف ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وردا على سؤال عما اذا رفضت اسرائيل «الرسالة» ام قبلتها قال الخطيب، «اننا لا نتعامل مع الافتراضات، عرضنا افكارا على اسرائيل وقد اتفقت عليها جميع الاطراف»، مضيفا ان هذه الرسالة نتجت عن مشاورات اردنية ـ مصرية سادتها روح الجدية والمسؤولية لوضع حد للعنف ضد الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه.

واوضح الخطيب فور عودته الى عمان انه كان قد اجرى اتصالا مع نظيره السوري فاروق الشرع قبل توجهه الى تل ابيب.

من جانبه ثمن بيريس موقف الاردن ودور الملك عبد الله الثاني في عملية السلام ودفع الجهود الرامية للعودة الى المفاوضات.

وقال «تسلمنا الرسالة اليوم (امس) وسيتم عرضها على الحكومة الاسرائيلية لدراسة الافكار الواردة فيها وسنجيب عليها». واضاف انه يجب تطبيق ما تم الاتفاق عليه في السابق وما لم يتفق عليه يجب ان يناقش مع الاحترام الكامل لوجهات النظر المختلفة. وقال بيريس انه لا يمكن ايجاد حل للوضع الحالي بالعنف وانما عن طريق المفاوضات.

وواجهت زيارة الخطيب إلى تل أبيب أمس معارضة شعبية واسعة، حيث دعا النائب الاول لرئيس مجلس النواب الاردني خليل عطية وزير الخارجية الى إلغاء الزيارة ومقاطعة شارون وبيريس.

وقال عطية في تصريحات صحافية ادلى بها قبيل توجه الخطيب الى تل ابيب، انه لا جدوى من هذه المباحثات مع حكومة اختارت العدوان والحرب ورفضت مبادرة الاردن ومصر ومهدت لهذه الزيارة بالعدوان الوحشي الليلة قبل الماضية على اهداف سورية في لبنان.

من جهتها، دعت احزاب المعارضة الاردنية الخطيب الى الغاء زيارته الى اسرائيل احتجاجا على هذا العدوان ووقف اي مبادرات سياسية لا يستفيد منها سوى شارون وحكومته.

كذلك انتقدت حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين (حماس) زيارة الخطيب الى اسرائيل. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه اعتبرت «حماس» الزيارة خروجا عن «موقف الأمة وشعوبها الذي ترسخت فيه ضرورة مقاطعة العدو الصهيوني ووقف كل اشكال الاتصالات او اللقاءات التي تعقد معه».

واضافت «حماس» ان مثل هذه الزيارات تمنح الشرعية «للارهاب الممارس ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل من قبل الاحتلال الصهيوني». واشارت الى ان الزيارة لا تعبر عن موقف عربي رسمي يتوازى مع حركة الانتفاضة وتضحياتها المستمرة.