بيان وفد المصالحة الإسلامية يدعو لإطلاق سراح سجناء الرأي في السودان

TT

أصدر وفد لجنة المصالحة الاسلامية الذي يقوده عدد من القيادات الاسلامية لاحتواء الصراع الدائر بين المؤتمر الوطني السوداني (الحزب الحاكم) والمؤتمر الوطني الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي، بيانا تفصيليا عن طبيعة مهمتهم وما توصلوا اليه من نتائج مع الاطراف المعنية.

وتضمن البيان نصيحة الوفد للمتنازعين بالدعوة الى تكوين رأي موحد تجاه القضايا المصيرية، باعتبار أن أعداء السودان والاسلام فشلوا في تقويض التجربة الاسلامية السودانية في ميادين الحرب فلجأوا الى الوقيعة بين بناة هذا المشروع الاسلامي في السودان. وجاء في النصيحة ان على المتنازعين تكوين رأي موحد تجاه القضايا المصيرية والدخول فيه برؤية موحدة تقوم على الشورى بين الجميع . كما طالب بيان وفد المصالحة الاسلامية باطلاق سراح سجناء الرأي وحماية الحريات الدستورية والقانونية لكل أفراد الشعب السوداني وضمان التداول السلمي للسلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، وتأكيد تمسك الاطراف بالحفاظ على المشروع الاسلامي.

وناشد البيان طرفي النزاع على تحري القول الحسن وتجنب كيل الاتهامات وما يجرح القلوب ويمس الكرامات والابتعاد عن الفجور في الخصومات. كذلك طالب البيان باعطاء الحكومة فرصتها الدستورية لتنفيذ برامجها مع تقديم النصح اليها كلما اقتضى الامر ذلك والوفاء لها بالطاعة الشرعية وعدم ابرام أي اتفاق مع الاعداء المحاربين الا بتخويل من الدولة. وطالب البيان كذلك بالتحقيق السريع في ما قد يقع من تجاوزات تمس امن المواطنين وأموالهم وأعراضهم، ودعا الى تشكيل لجنة من المؤتمرين لحل القضايا التنظيمية والمالية والادارية المعلقة بينهما وانزال الناس منازلهم والاقرار لكل ذي فضل بفضله.

من جانبه أكد ياسين عمر الامام أمين العاصمة القومية بالمؤتمر الشعبي انهم اتفقوا مع أعضاء وفد الوساطة الاسلامية بالامساك تماما عن التصريحات ريثما تكتمل مهمتهم تماما ويصدرون بيانا للرأي العام. ولكن الرئيس السوداني عمر البشير فاجأ الجميع باعلان فشل مهمة الوفد، وذلك أمر غير كريم في حق الوفد وقد تكبدوا المشاق وتركوا أعمالهم وديارهم يبتغون الاصلاح. وما نزال نسأل لمصلحة من اختصر الموضوع بهذا الشكل. وقال الامام ان الوفد اجتمع بهم أكثر من مرة حيث شرحنا لهم مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية شرحا وافيا وأوضحنا لهم أن مشكلة المؤتمر الشعبي ليست مع حزب الحكومة ولكن مع جهازها التنفيذي الذي صادر ممتلكاتنا واعتدى على حزبنا ودورنا واعتقل قيادتنا في همجية لم تراع القانون ولا الاخلاق، اذ ضربت حتى النساء. ثم اجتمع الوفد بالشيخ حسن الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي في معتقله و قد أخبرهم أن القرار عند قيادة الحزب خارج الاسوار.

وفي رده على اتهامات البشير للشعبي بأنه لا ارادة له ولا رأي بغير الترابي، أنه كلام تعوزه الموضوعية لان الشعبي بناء تنظيمي من أصغر محلية في السودان حتى القيادة الاتحادية وسنة الحركة الاسلامية عبر ابتلاءاتها كافة منذ نشأتها الا ترهن قرارها لمن أعتقل ولكنها تفوض سلطتها لمن هم في الخارج، أما أن المؤتمر الوطني في عهده الاول كان بناء مكرسا لخدمة الامين العام كما صرح الرئيس فينبغي الا ينسى أن هذا المؤتمر هو الذي رشحه لرئاسة الجمهورية، أما حديثه عن بناء المؤتمر الجديد على الحرية والشورى فانني أترك الحكم على سيرة النظام في السودان وفق هذه المعايير للشعب السوداني وللمراقبين في العالم أجمع.

وأكد الدكتور بشير آدم رحمة عضو الهئية القيادية للمؤتمر الشعبي أن المؤتمر الشعبي ماض في تطوير مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان الى اتفاق شامل يعرض على القوى السياسية كافة بما في ذلك الحكومة. واعتبر رحمة أن بيان وفد الوساطة الاسلامية ايجابيا لانه تجاوز الاطار الطائفي (الحركة الاسلامية السودانية) الى النفاذ للمشكلة السودانية التي تهم كل الاحزاب والفعاليات السياسية السودانية وذلك بمطالبة الوفد في بيانهم اطلاق سراح جميع سجناء الرأي ومطالبته أيضا بأن يكون التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة. وأوضح عضو الهيئة القيادية للمؤتمر الشعبي أن حزبهم سيصدر اليوم بيانا حول مقترح وفد الوساطة الاسلامية لحل الإشكال في السودان.