المغرب لم يتلق دعوة لحضور اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون العربي ـ الأفريقي في الجزائر

مصادر الرباط: لقاء بوتفليقة ـ بن عيسى لم يتطرق للاجتماع

TT

قالت مصادر مغربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان موضوع اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون العربي ـ الافريقي التي تلتئم غدا في الجزائر، لم يثر خلال اللقاء الذي تم يوم السبت الماضي بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى. واشارت المصادر الى ان المغرب ليس عضوا في اللجنة التي تتكون من 12 دولة عربية و12 دولة افريقية، وبالتالي فانه لن يحضر اجتماعها في الجزائر. وتضم اللجنة من الجانب العربي الكويت، الامارات العربية المتحدة، السعودية، مصر، الاردن، سورية، لبنان، ليبيا، موريتانيا، الجزائر، الصومال، العراق.

وأوضحت المصادر ان المغرب لا يعارض التعاون العربي ـ الافريقي بل يدعمه ويؤيده، كما أنه لا يعارض دعوة الجزائر، وهي دولة عربية وافريقية شقيقة، لعقد اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون العربي ـ الافريقي، بل يريد ان تحدد جامعة الدول العربية صيغة واضحة لا يكون فيها خلط، أي أن يكون التعاون العربي ـ الافريقي قائم بين الدول ذات السيادة (في اشارة الى جبهة البوليساريو التي قبلت عضوا في منظمة الوحدة الافريقية) مثلما حصل في قمة اوروبا وافريقيا التي احتضنتها القاهرة في ابريل (نيسان) 2000.

ويخشى المغرب في خضم هذا الحوار العربي ـ الافريقي ان تتسرب «الجمهورية الصحراوية» الى الجامعة العربية، وتغدو معترفا بها ضمنيا. والمغرب الذي انسحب عام 1984 من منظمة الوحدة الافريقية بسبب قبولها «الجمهورية الصحراوية» عضوا في المنظمة كان دائما يتحفظ على مسألة التعاون بين منظمة الوحدة الافريقية وجامعة الدول العربية. ويرى ان هذا التعاون يجب أن يقوم على الوضوح. هذا بالاضافة الى ان معظم الدول العربية كانت دائما تريد ان تبقى بعيدة عن اي احراج بسبب قضية الصحراء. يذكر انه خلال الاجتماع الاخير لجامعة الدول العربية في القاهرة فوجئ العديد من الدول العربية بالدعوة الجزائرية الى عقد اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون العربي ـ الافريقي في الجزائر العاصمة، بينما المفروض ان توجه الدعوة إما الجامعة العربية أو الكويت بصفتها رئيسة المجموعة العربية في اللجنة الدائمة أو بوركينا فاسو رئيسة المجموعة الافريقية في اللجنة الدائمة. والمعروف ان اللجنة لم تعقد اجتماعا لها منذ عدة سنوات.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الكويت اعتبرت الدعوة الجزائرية في غير محلها لانها هي المؤهلة للقيام بذلك. ونتيجة لذلك طلبت الكويت من الجزائر تأجيل عقد الاجتماع حتى تتوضح الامور، بيد أن الجزائر رفضت الطلب الكويتي، مما حدا بالكويت الى اخبار الامين العام لجامعة الدول العربية بانها لن تشارك في الاجتماع وعلمت «الشرق الأوسط» ايضا ان عدة دول عربية لن تشارك في اجتماع الجزائر، في حين سيقتصر تمثيل بعضها على السفراء او مديرين في وزارات الخارجية، وهو ما سيجعل وزراء خارجية الدول الافريقية الاعضاء في اللجنة يجدون انفسهم مجتمعين مع تقنيين وليس مع وزراء خارجية الدول العربية الاعضاء في اللجنة.

وفي الوقت الذي سيغيب فيه وزراء الخارجية العرب عن اجتماع الجزائر، سيشارك عصمت عبد المجيد الامين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته. وهي كما قال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» «سابقة لم تحصل من قبل». وسيكون حضور عبد المجيد للجزائر مناسبة لتوشيحه وساماً رفيعاً من قبل الرئيس الجزائري. واعتبرالمصدر ذاته «ان مشاركة الامين العام للجامعة العربية في اجتماع الجزائر نهاية ليست جيدة بالنسبة لعبد المجيد». وقال ان عبد المجيد يشعر باحراج كبير، وعندما يسئل عن الامر يكرر عبارة «مكره اخوك لا بطل».