حاملة طائرات أميركية لحماية الطلعات التجسسية في طريقها إلى بحر الصين

TT

قال مسؤولون في البحرية الأميركية أول من أمس ان الولايات المتحدة قد ارسلت حاملة طائرات إلى موقع في بحر الصين الجنوبي لإطلاق مقاتلات بغرض حماية طائرات الاستطلاع الأميركية بالقرب من ساحل الصين عند استئناف عمليات المراقبة.

وأشار المسؤولون إلى ان طلعات الاستطلاع ستستأنف يوم الخميس المقبل في المجال الجوي الدولي على بعد خمسين ميلا من السواحل الصينية. واعتمادا على رد الفعل الصيني فان استخدام طائرات حربية أميركية إضافية في هذه الطلعات الاستطلاعية ربما يقود إلى مواجهات جديدة بين الصين والولايات المتحدة.

ومن المقرر ان يلتقي غدا (الأربعاء) في بكين مسؤولون صينيون وأميركيون لمناقشة مسألة طلعات الاستطلاع الجوية التي تقول الحكومة الصينية انها أصبحت قريبة من مجالها الجوي في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة انها مهام روتينية تحدث في المجال الجوي الدولي. ويأتي الاجتماع المرتقب كجزء من التبادل الدبلوماسي الذي أدى إلى إطلاق سراح طاقم الطائرة الأميركية «اي.بي3» التي هبطت اضطراريا في جزيرة هاينان الصينية بعد تعرضها لأضرار كبيرة من جراء اصطدامها بمقاتلة صينية مطلع الشهر الحالي. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انه من المتوقع ان تطالب الصين في اجتماع بكين المرتقب بإجراء طلعات المراقبة بعيدا عن سواحلها أو وقفها تماما. وأضاف المسؤول ان الولايات المتحدة تعتزم التأكيد على مواصلة طائراتها للمهام الجوية في المنطقة. وكانت الصين قد رفضت مجددا أمس المزاعم الأميركية التي تقول ان الطيار الصيني هو المسؤول عن حادث التحطم الذي أودى بحياته. حيث قال وانج زين، السفير الصيني في فنزويلا، ان الولايات المتحدة يجب ان تتحمل مسؤوليتها في الحادث. يذكر ان فنزويلا تعتبر المحطة الأخيرة للرئيس الصيني جيانج زيمين في جولته التي يقوم بها حاليا الى أميركا الجنوبية.

وأكد مسؤول في سلاح البحرية الأميركية ان حاملة الطائرات الأميركية «يو.اس.اس كيتي هوك»، التي تحمل حوالي 70 طائرة، قد عبرت سنغافورة في الآونة الأخيرة وعبرت أول من أمس جنوب الفلبين، ووقت انعقاد اجتماع بكين المرتقب ستكون حاملة الطائرات الأميركية قد أصبحت على استعداد لإرسال طائرات الاستطلاع. وقد تحدث الأدميرال دينيس بلير، القائد العسكري الأميركي لمنطقة المحيط الهادئ، الأسبوع الماضي عن ثلاثة احتمالات أمام إدارة الرئيس جورج بوش في ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة لخصها في: إرسال «يو.اس.اس كيتي هوك» في رحلة بطيئة شمالا عبر بحر الصين الجنوبي، أو بقائها في منطقة أبعد جنوب جزر الفلبين، أو الإبقاء عليها في خط سيرها المقرر صوب جزيرة جوام. وأكد المسؤول في البحرية الأميركية مساء أول من أمس ان حاملة الطائرات ستواصل خط سيرها المقرر باتجاه جزيرة جوام.

وقبل يومين من هذا الاجتماع، تشبث كل من البلدين بموقفيهما ازاء حادثة الاصطدام التي جرت في الاول من الشهر الجاري. فكرمت الصين الطيار الصيني المفقود واطلقت عليه لقب «الشهيد الثوري». وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» ان الرئيس الصيني زيمين اطلق لقب «حامي البحر والسماء» على الطيار وانغ وي، وحث الجيش الصيني على التعلم من المثل الذي ضربه الطيار خلال الحادثة. ونقلت الوكالة عن زيمين قوله «كان (الطيار) ثابت العزم، جسورا، متزنا، هادئا، وبطلا لا يقهر، لقد عزف بحياته نشيد النصر والوطنية والبطولة الثورية».

وأكد مسؤول آخر في وزارة الدفاع الأميركية ان الأدميرال بلير لم يقترح حراسة طائرات «اف 14» و«اف.أي 18» لطائرات الاستطلاع الأميركية، إذ ان السبب في ذلك، طبقا لوجهة نظر مسؤول في البحرية الأميركية بواشنطن، هو ان الولايات المتحدة تريد ان تؤكد ان عمليات الاستطلاع لا تمثل نشاطا تجسسيا وإنما تمثل عملا مشروعا وتحركا علنيا في المجال الجوي الدولي، مؤكدا ان عمليات الاستطلاع لا تشكل خطورة وليست في حاجة إلى حراسة.

وتقول مصادر صينية ان الولايات المتحدة تنفذ سنويا 200 مهمة استطلاعية بالقرب من الساحل الصيني، فيما تؤكد واشنطن من جانبها ان الصين ترسل طائراتها المقاتلة لاعتراض ثلث العمليات الاستطلاعية.

وقال وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد، في مؤتمر صحافي عقد بوزارة الدفاع يوم الجمعة الماضي ان 44 من عمليات الاستطلاع والمراقبة الجوية البعيدة عن الساحل الصيني تعرضت للاعتراض من قبل المقاتلات الصينية. وتعتبر حاملة الطائرات «يو.اس.اس كيتي هوك»، المتمركزة في يوكوسوكا باليابان، جزءا من المجموعة الخامسة التي تضم العديد من السفن الأخرى بقيادة الأدميرال روبرت ويلارد.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»