حالة هلع في أوساط صرب البوسنة بعد تسرب لائحة سرية من لاهاي تضم 130 متهما بجرائم حرب

TT

أدى القبض على دراجان اوبرينوفيتش من قبل القوات الدولية في مدينة زفورنيك شرق البوسنة وترحليه مباشرة الى لاهاي لمحاكمته بتهمة قتل آلاف من المسلمين من سكان مدينة سريبرينيتسا عام 1995 إلى مزيد من الخوف والهلع لدى سكان الكيان الصربي، عندما دخلتها القوات الصربية وجرت فيها أبشع مذبحة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في اوروبا، وحينها كان قائد لواء زفورنيك للقوات الصربية، جعل الخوف يخيم على سكان الكيان الصربي في البوسنة. فقائمة الاتهامات السرية الموجهة لاوبرينوفيتش التي تسربت من المحكمة الدولية تضم ايضا اكثر من 130 اسما معظمهم من سكان الكيان الصربي، كما ان هناك قائمة سرية اخرى يجري اعدادها في لاهاي خاصة بعد الاعتقالات التي تمت خلال السنوات الماضية، ومع استمرار التحقيقات التي تجريها المحكمة الدولية والتي تحصل فيها باستمرار على معلومات جديدة واسماء لم تكن مدرجة لديها. وقد دفع هذا الخوف الذي يخيم الآن على سكان الكيان الصربي الكثير من الشباب والرجال الذين شاركوا في العدوان على سكان البوسنة الى التخفي وعدم الخروج من مخابئهم، خاصة ان صربيا التي كانت في فترة حكم الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش مكانا آمنا يختبؤون فيه حينها، اصبحت الآن خطرا عليهم بعد ان اعتقل فيها احد المتهمين في الشهر الماضي وسلم الى المحكمة الدولية في لاهاي. لقد بات حديث الشارع في الكيان الصربي في البوسنة هو التساؤل عن من سيأتي عليه الدور، فالكل يشعر بالخطر لأن معظم سكان الكيان الصربي في البوسنة كانوا جنودا في القوات الصربية والكثير منهم شارك في المذابح التي ارتكبت بحق المسلمين البوشناق وشاركوا في فتح المعتقلات وعمليات الاغتصاب والابادة الجماعية. ويرى المراقبون ان الوضع الحالي داخل الكيان الصربي في البوسنة والقبض على الكثيرين من قادة القوات الصربية السابقة جعل الطوق يضيق حول المتهمين الرئيسيين رادفان كرادجيتش وجنراله راتكو ملاديتش بعد ان اكدت المعلومات انهما عادا من صربيا للاختفاء داخل الكيان الصربي بعد سقوط ميلوشيفيتش.