الدفاع في محاكمة تفجير السفارتين الأميركيتين يؤكد «قانونية» أنشطة موكليه في نيروبي

TT

استؤنفت امس محاكمة نيويورك بتقديم الدفاع عن المتهمين بتفجير السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا مرافعاته. فقدم محامي المتهمين محمد صادق عودة ووديع الحاج شاهدين، احدهما يدعى الدكتور جون لويد وهو بريطاني الجنسية وخبير في المتفجرات والشؤون الكيميائية الذي ذكر انه ساهم في التحقيق بعدة قضايا لها صلة بالمتفجرات والكيميائيات وذكر انه قدم شهادات في بريطانيا وايرلندا والمانيا والولايات المتحدة، والثاني يدعى محمد علي عودة وهو من اصل فلسطيني.

وحاول لويد ان يبرهن ان المواد التي تصنع منها المتفجرات من الممكن ان تنقل الى شخص آخر من خلال الملامسة باليد او الاحتكاك بالموقع الذي حدث فيه الانفجار. وحاول الشاهد ان يطعن في شهادة عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف.بي.آي» كيلي ماونت التي قامت بفحص ثلاث قطع من ملابس المتهم عودة التي كانت قد اخذت كعينات من حقيبته بعد مصادرتها يوم وقوع انفجار السفارة الاميركية في نيروبي في 7 اغسطس (اب) .1998 وقال لويد لهيئة المحلفين ان عملية مكتب التحقيقات الفيدرالي لم تستطع ان تحدد كمية اثار المتفجرات التي وجدت في العينات المذكورة (بنطلون جينز وتيشرت وفوطة يمنية). واكد لويد ان عملية «اف.بي.آي» لم تجد اي اثار للمواد المتفجرة في احذية المتهم عودة ولا في حقيبته. واشار الى ان مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يقم بفحص كل المحتويات التي كانت موجودة في حقيبة المتهم عودة وانما اكتفى بفحص ثلاث عينات فقط اختارها واحد من عملاء المكتب في نيروبي.

وتمثلت خطة الدفاع من خلال الشاهد لويد في اثبات ان محمد صادق عودة المتهم بمؤامرة تفجير السفارة الاميركية في نيروبي لم يكن له اي دور في تحضير المتفجرات، وان ما وجد في ملابسه من اثار لمادة «تي.ان.تي» قد نقل بواسطة بعض افراد الشرطة الكينية الذين قاموا بفحص محتويات حقيبة المتهم دون لبس القفازات الواقية.

كما قدم محامي الدفاع عن وديع الحاج المتهم بمؤامرة تفجير السفارة الاميركية في نيروبي الشاهد محمد علي مروح عودة الذي ذكر لهيئة المحلفين بأنه يقيم في العاصمة الكينية منذ عام 1988 وحتى الوقت الراهن. وكان يعمل في تجارة الاحجار الكريمة وقال انه التقى بالمتهم وديع الحاج في وقت مبكر من اقامته بكينيا. وذكر انه كان على معرفة جيدة بوديع الحاج الذي كان يعرف بعبد الله. واضاف انه ارتبط بالمتهم عن طريق بعض الاعمال التجارية عن طريق تصدير الاحجار الكريمة الى هونغ كونغ واليابان والولايات المتحدة. وذكر الشاهد انه كان يستخدم باستمرار هاتف وفاكس وديع الحاج. ثم قدم الدفاع تسجيلات بين وديع الحاج وآخرين ضمنهم شخص يدعى رشيد كان حارسا في منزل وديع الحاج وكان ايضا يقوم ببعض الاعمال التجارية. واوضح الشاهد ان الاحجار الكريمة التي كان يتعامل بها المتهم الحاج في تجارته كان اغلبها من منطقة اروشا في تنزانيا الواقعة على الحدود الكينية.

وقدم الدفاع ايضا مكالمة هاتفية بين فضل هارون محمد المتهم بتفجير السفارة الاميركية في نيروبي وزوجة وديع الحاج وكانت تدور المحادثة حول تجارة الاحجار الكريمة فقط. وحاول الدفاع ان يبرهن ان المتهم وديع الحاج كان يقوم باعمال تجارية قانونية وان التسجيلات التي قدمها الادعاء لمكالمات هاتفية لا تبرهن ان المتهم كان متورطا في اعمال غير قانونية وليست لها علاقة بالمؤامرة الواسعة التي اتهم الادعاء اسامة بن لادن بتديبرها ضد المصالح الاميركية. وحاول الدفاع ايضا ان يؤكد انه حتى المكالمات الهاتفية التي جرت بين المتهم وديع الحاج واشخاص اخرين ربما كانوا اعضاء في تنظيم «القاعدة» لم تكن تخرج عن الاطار الاعمال التجارية التي كان يمارسها الحاج اثناء اقامته في كينيا.