المحققون المصريون يربطون بين ملابسات حادث لبوينج 767 أميركية في باريس وسقوط طائرة مصر للطيران

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن المحققين المصريين في حادث تحطم الطائرة المصرية في اكتوبر (تشرين الاول) قبل الماضي، طلبوا من مسؤولي هيئة سلامة النقل الاميركية المشاركة في التحقيقات التي يشرف عليها محققو الهيئة في الحادث الذي تعرضت له طائرة الخطوط الاميركية حديثا أثناء رحلتها من دالاس الى باريس نهاية الشهر الماضي.

وقالت مصادر خاصة ان الطلب المصري جاء ليدعم الجهود المصرية لكشف حقيقة ما حدث للطائرة المصرية التي تحطمت بعد 40 دقيقة من اقلاعها من نيويورك ولم يستطع المحققون الاميركيون حتى الآن كشف غموض الحادث الذي راح ضحيته جميع ركاب الطائرة وطاقمها البالغ عددهم 217 راكبا.

واضافت المصادر ان المشاكل الفنية التي واجهتها طائرة الخطوط الاميركية وهي من نفس طراز الطائرة المصرية ـ بوينج 767، تتشابه مع المشاكل التي يصر الجانب المصري على أن البوينج المصرية واجهتها ـ احتمالا ـ وأدت لسقوطها في المحيط.

وكان وفد المحققين المصريين موجودا في نيويورك أثناء تعرض الطائرة الاميركية للعطل المفاجئ، وتقدم الوفد بطلب للمشاركة في فحص بيانات وملابسات الحادث ليدعموا به موقفهم المطالب بعمل دراسات مماثلة على مجموعة الذيل في طائرات بوينج 767، طراز الطائرة المصرية المنكوبة.

وكشف أحد المحققين المصريين لـ«الشرق الأوسط» ان المسؤلين الاميركيين لم يرحبوا في البداية بمشاركة مصرية في الاشراف على التحقيقات بدعوى عدم وجود ارتباط بين الحادثين، ولكن الجانب المصري احتج بعدم امكانية تحديد ذلك أو الحكم بعدم وجود علاقة بين الحادثين قبل أن يفرغ المحققون من تحقيقاتهم ويصدرون تقريرهم حول أسباب العطل الذي تعرضت له الطائرة الاميركية.

وقال: حتى يحكم الجانب الاميركي بعدم وجود علاقة لا بد ان يكون قد انتهى من بحث ملابسات الحادث واعداد التقرير الفني حوله، أما ان يقول بعدم ارتباط الحادثين قبل ذلك فهذا لا يعني الا انهم يرفضون التحقيق في اسباب سقوط الطائرة المصرية به.

وكانت احدى طائرات الخطوط الاميركية من طراز بوينج 767 ـ 300 في رحلة من دالاس الى باريس في 27 مارس (اذار) الماضي، عندما تعرضت لخلل فني في مصاعد الذيل المسؤولة عن توجيه الطائرة، وذلك أثناء استعدادها للهبوط في مطار شارل ديجول بباريس، حيث واجه طاقم الطائرة صعوبة في التحكم في مصاعد الذيل عند ارتفاع 600 قدم وأبلغوا ان الطائرة لم تستجب لمحاولات توجيهها ولجأت للهبوط اضطراريا باستخدام المصاعد الأفقية، ولم تحدث أية اصابات بين الركاب البالغ عددهم راكبا علاوة على طاقم الطائرة المكون من 13 شخصا.

ومنذ حادث البوينج المصرية قبل عام ونصف عام، سجلت طائرات شركة بوينج الاميركية رقما ملحوظا من المشاكل والأعطال الفنية على الأرض وفي الجو سواء في طراز 767 أو طرز أخرى، أدت لقيام هيئة الطيران الفيدرالي الاميركية FAA بــــاصدار تعليــــمات لشـــركة بوينج بعمل فحص ومراجعة شاملة لكل اسطولها العامل على مستوى العالم. ولكن حادث طائرة الخطوط الاميركية الأخير يعد الأقرب لحادث الطائرة المصرية، حيث تسبب عيب فني في مصاعد مجموعة الذيل في فقدان السيطرة على الطائرة، وهو ما كان الجانب المصري يحاول توجيه نظر المحققين الاميركيين اليه في بحثهم عن الأسباب المحتملة لتوجه الطائرة المصرية فجأة نحو المحيط وعدم استجابتها لمحاولات الطيارين المصريين دفعها لأعلى مرة أخرى، ولكن الجانب الأميركي تمسك بعم الاقتناع بوجود دواع لبحث مثل هذا الاحتمال ورفض اجراء دراسات فنية على مجموعة الذيل للبوينج .767 ورغم ان مسؤولي هيئة سلامة النقل الاميركية سربوا تقارير للصحافة الاميركية تفيد بأنهم يدرسون ملابسات العطل الذي أصاب ذيل البوينج في رحلتها لباريس والكشف عما اذا كان ذلك سيفيد في حل لغز سقوط طائرة مصر للطيران في ضوء ما سيصلون اليه من نتائج، الا ان المسؤولين المصريين لم يبدوا تفاؤلا تجاه هذه التصريحات.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أفاد أحد المحققين الموجود حاليا في نيويورك بأن الجانب الاميركي وافق على تزويد المحققين المصريين بالمعلومات والنتائج التي ستسفر عنها تحقيقات NTSB في حادث طائرة الخطوط الاميركية، لكنه شكك في امكانية استفادة الجانب المصري من تلك المعلومات خاصة ان المحققين المصريين عانوا طوال فترة تعاونهم مع الجانب الاميركي من حجب الأخير المعلومات عنهم، وتضليلهم بمعلومات غير دقيقة استطاعوا اكتشافها ومراجعة الاميركيين فيها، فكانوا يعودون لتزويدهم بمعلومات جديدة.