الحريري: شارون يحاول فرض حل أمني وعلى واشنطن أن تعتبر سلام المنطقة «أولوية»

TT

في جدة، كما في الدوحة، ظل التطور العسكري الخطير الذي تمثل بالهجوم الجوي الاسرائيلي على الرادار السوري في منطقة ضهر البيدر اللبنانية، محور اهتمام رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري سواء في المحادثات التي يجريها مع المسؤولين السعوديين او في تلك التي اجراها مع المسؤولين القطريين.

وقد سمع الحريري في الدوحة تأييدا قطريا للموقف اللبناني يضاف الى التأييد السعودي الدائم لهذا الموقف، على ان مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ريتشارد مورفي الذي التقاه الحريري مساء اول من امس في الدوحة والذي تربطه بالمسؤولين السوريين صداقة، ابدى امامه رأيا في التطور الحاصل يوصي بان يلتزم لبنان وسورية ضبط النفس لتفويت الفرصة على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يحاول استغلال اي تطور للهروب الى الامام.

وقد سمع الحريري الرأي نفسه من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي اتصل به هاتفيا بعد قليل من لقائه مع مورفي.

على ان الحريري لم يخف قلقه على الوضع في لبنان بعد قصف الرادار السوري الذي حاول شارون من خلاله استدراج سورية ولبنان الى مواجهة، ولكنه اي الحريري، في الوقت نفسه قال انه لا يمكن ان يكون ضد المقاومة، وقال انه منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في مايو (ايار) الماضي وهو يشدد على ثلاث مسائل ينبغي الحفاظ عليها وهي الوجود العسكري السوري في لبنان وعدم ارسال الجيش الى الجنوب والحفاظ على المقاومة، لان هذه المسائل الثلاث اساسية بالنسبة الى سعي لبنان وسورية، للوصول الى السلام الشامل والعادل.

وكان الرئيس الحريري قد كرر القول في الدوحة قبيل انتقاله الى جدة «ان العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان وسورية خطير ويخرق كل المواثيق الدولية وقد يوسع دائرة الصراع في المنطقة».

وتساءل الحريري: «ماذا تحاول اسرائيل ان تفعل من خلال تكرار العدوان على لبنان وسورية؟» وقال: «اسرائيل تحاول ان تفرض حلا امنيا على العرب من خلال استمرار احتلال مزارع شبعا والجولان والضفة الغربية وغزة، وشارون جاء ليقول ان العرب لا يفهمون الا لغة القوة وهو يطبق هذه السياسة».

واضاف الحريري «لا يستطيع احد اخضاع اي شعب بالقوة، الحل هو بالسلام وليس بالقوة، الحل باحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».

واعتبر الحريري: «ان ما حصل في لبنان امر محدود، لكن الموضوع الاساس ان الفكر الاسرائيلي الذي ينادي باستعمال القوة لاخضاع العرب، اعتقد ان هذا الفكر لا يجوز ان ينجح ولا يجوز ان ينجح لانه يؤدي الى تطورات وتفجرات خطيرة في المنطقة».

وردا على سؤال حول زيارته المرتقبة الى واشنطن وما سيطرحه مع المسؤولين في الادارة الاميركية اجاب الحريري «سنكون صادقين ونشرح لهم الحقيقة وما نشعر به، فالامة العربية لديها تاريخ ولا تنام على الضيم، من الممكن ان تمر فترة تضعف فيها الامة ولكن ايمانها بالله سبحانه وتعالى كبير وتراثها غني ولديها شواهد عن التضحية، والاستشهاد جزء من تاريخها وتكوينها».

واضاف الحريري «اذا لم تأخذ الولايات المتحدة موضوع السلام كأولوية لديها لا يمكن ان يبقى الوضع العربي على ما هو عليه الان».

وردا على سؤال حول الوجود السوري في لبنان وعما اذا كان سيبحثه مع المسؤولين الاميركيين اجاب: «الادارة الاميركية لم تتدخل في هذا الموضوع اطلاقا وموضوع الوجود السوري في لبنان عليه موافقة لبنانية وهو موضوع يبحث بين البلدين ومن الثوابت، حتى لو كان هناك بعض الاصوات التي تصدر للمطالبة باعادة الانتشار ولكن هذا الامر تبحثه الحكومة في وقته».

وقال الحريري «ان كل الفئات اللبنانية متفقة على علاقات مميزة بين البلدين، اما الاختلاف فهو على حجم العلاقات وعلى الدور السوري وعلى حجم ومدى هذا الانتشار، فهذا الامر يبحث ولكن بمودة وبالتالي فان سورية هي بوابة لبنان على العرب».