مقال «عنصري» لرئيس حكومة كاتالونيا الإسبانية يحرم 3000 مسلم من أصل مغربي من حقهم في أداء الصلاة

TT

لا يزال التوتر سائداً في بلدة «بريميا دي مار» التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة الكاتالانية برشلونة، بعدما تراجعت البلدية عن موافقتها بالسماح باقامة مسجد لمسلمي البلدة الذين يقدر عددهم بثلاثة آلاف شخص.

ويستعد المسلمون الذين يشكل المهاجرون المغاربة غالبيتهم العظمى وجميعهم يقيمون بصورة قانونية في البلاد، لاقامة دعوى امام المحاكم الاسبانية ضد البلدية. وقد ابدى كريم اوعراب، المسؤول عن فرع كاتالونيا لـ«جمعية العمال والمهاجرين المغاربة باسبانيا» (آتيمي) في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط»، تخوفه من تفاقم الاوضاع بحيث يفتح الباب امام احتمالات وقوع مواجهات واستعمال العنف وسيلة لحسم الخلافات. واكد ان «البلدية مصرة على التراجع عن قرارها السابق بالترخيص للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية في مسجد (...)، ونحن نعتبر موقفها هذا غير دستوري وغير شرعي». يذكر ان مغاربة تعرضوا في الماضي لاعتداءات عنصريين اسبان في بلدة طراسة الكاتالانية.

واللافت ان التراجع غير المسبوق في كاتالونيا التي تضم جالية مسلمة وعددا من المساجد، جاء في سياق احداث رفعت حدة التوتر بين الاسبان والمهاجرين المغاربة تحديدا، مما يجعله مدعاة لقلق اشد.

وكان مسلسل التوتر قد بدأ قبل اشهر حين كتب رئيس الحكومة الكاتالانية خوردي بوخول في صحيفة محلية يقول ان المهاجر لا يجد صعوبة في الاندماج بالمجتمع الاسباني اذا كان مسيحيا، اما الوافد المسلم فهو غريب يصر على البقاء منعزلا لان دينه يمنعه من التفاعل مع الآخرين. ورد مغاربة ومسلمون واسبان، تقدمهم الكاتب المعروف خوان غوبتسولو ورئيس جمعية «آتيمي» عبد الحميد البجوقي، على المقال الذي اتهموه بالعنصرية. وتتالت المساهمات المؤيدة لرئيس الحكومة الكاتالانية، وكانت في طليعتها واحدة كتبتها زوجته مارتا فيروسولا واخرى وقعها زعيم يساري وطني سابق اسمه باربرا. وقد ادهش هذا الناشط اليساري السابق الكثيرين بموقفه المجحف في حق الاسلام والمسلمين. وتبادل الطرفان الاتهامات على صفحات الجرائد في وقت كانت مشكلة اللاجئين المغاربة في اسبانيا تواصل اثارة الجدال واستقطاب الاهتمام الواسع. وتضاف الى قضية اللاجئين مسائل تجارة الخضروات واتفاقيات الصيد بين المغرب واسبانيا التي اعلنت الرباط اخيرا عن عدم موافقتها على تجديدها مما اثار ويثير ردود فعل واسعة قد تؤثر سلبا في علاقات المهاجرين بالبلد المضيف. ولا يستبعد ان يكون تراجع بلدية بريميا دي مار عن قرارها كان نتيجة مباشرة ليس للمقالات «العنصرية» فحسب بل ايضا لالغاء اتفاقيات الصيد.