فرنسا تتخوف من «تصعيد حقيقي» وزيارة فيدرين إلى بيروت ودمشق تتم في ظروف صعبة

TT

عبرت فرنسا امس مجددا عن تخوفها من «تصعيد حقيقي» للاعمال العسكرية بين اسرائيل من جهة وسورية وحزب الله من جهة ثانية، وكررت دعوتها «كل الاطراف»، من غير ان تسميها، الى «عدم الانجرار وراء هذا التصعيد والى وضع حد له». وفي هذا الوقت نشطت الدبلوماسية الفرنسية، عن طريق القنوات الاعتيادية في الاتصال بالعواصم والاطراف المعنية عن طريق سفاراتها وبعثاتها، للتنبيه من مخاطر التصعيد على الجبهة اللبنانية، غير ان الخارجية الفرنسية امتنعت يومي الاثنين والثلاثاء، عن ادانة الهجوم الجوي الاسرائيلي على موقعين عسكريين سوريين في ضهر البيدر، واكتفى بيان صدر عن الخارجية الفرنسية بالقول ان العملية الاسرائيلية «التي جاءت عقب هجوم حزب الله يوم السبت، في منطقة مزارع شبعا، تثير القلق الشديد».

واعتبرت اوساط دبلوماسية في باريس، ان عملية حزب الله «بمثابة اختبار» لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، غير ان هذه الاوساط، وبالنظر لماضي شارون، حذرت من اعتماد مثل هذه السياسة. ومعروف ان فرنسا، منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في مايو (ايار) الماضي، تدعم موقف الامم المتحدة القائل ان اسرائيل انجزت انسحابها في لبنان وان اية عمليات عسكرية بما في ذلك في منطقة شبعا، انتهاك للخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بين لبنان واسرائيل.

ورغم ان الاوساط المعنية ما زالت ترى ان الوضع «ما زال تحت السيطرة»، الا انها تتخوف من اعمال عسكرية جديدة لحزب الله تكون بمثابة رد من سورية على اسرائيل ويكون من نتائجها التمهيد لهجوم اسرائيلي جديد على مواقع سورية في لبنان. وهذا ما تسميه باريس «التصعيد الحقيقي» و«السيناريو الممكن الحصول».

وتجيء هذه التطورات قبل ايام من الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين يومي 27 و28 ابريل (نيسان) الجاري الى كل من بيروت ودمشق لوضع اللمسات الاخيرة على الملفات التي ستناقش ابان الزيارتين الرسميتين للرئيسين لحود والاسد الى باريس نهاية شهر مايو ويونيو (حزيران) القادمين.

وكانت اوساط دبلوماسية فرنسية قد عبرت الاسبوع الماضي عن «خشيتها» ازاء تصاعد حدة اللهجة والسجال الطائفيين في لبنان، بسبب اثارة موضوع الانسحاب السوري العسكري.

وتعتبر اوساط دبلوماسية ان التطورات الاخيرة «تعقد» مهمة فيدرين في بيروت ودمشق، علما ان باريس ترفض ان تخوض علنا في موضوع الوجود السوري في لبنان. ويعتبر ما قاله الرئيس شيراك في البرلمان اللبناني قبل ثلاث سنوات عن الوجود السوري العسكري وما ذكر به رئيس الوزراء ليونيل جوسبان في فبراير (شباط) 2000 في البرلمان الفرنسي، الموقف الفرنسي المعلن من هذا الموضوع. غير ان مصادر فرنسية تؤكد ان فرنسا، «بحكم صداقتها للبنان» تسمح لنفسها بان تناقش مع المسؤولين اللبنانيين كل المواضيع من غير استثناء.

وتركز فرنسا على ضرورة انتشار الجيش اللبناني في كل الجنوب وعلى ضرورة تعميق الاستقرار في لبنان تمهيدا لتنشيط الدورة الاقتصادية وجذب الاستثمارات الخارجية. وقد لعب الرئيس شيراك الدور المركزي في ضمان انعقاد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان اقتصاديا في باريس، ولكن منذ ذلك التاريخ لم يعرف اين اصبح التحضير للمؤتمر الثاني الذي اعلن عن انعقاده بمشاركة اطراف دولية وعربية وهيئات وصناديق استثمار دولية وعربية.