الأميركيون والصينيون يخوضون مباحثات صعبة حول طائرة التجسس

TT

واشنطن ـ بكين ـ وكالات الأنباء: وصل فريق اميركي الى الصين امس لاجراء محادثات لاختبار الاجواء في الوقت الذي تبادل فيه الطرفان الاتهامات في حادث تصادم طائرتين تسبب في مواجهة دبلوماسية استمرت 11 يوما. ولم يظهر اي من الجانبين مؤشرا علنيا على التراجع عن موقفه قبل المحادثات التي ستجرى اليوم، والتي تقول واشنطن انها يمكن ان تحدد طبيعة العلاقات مع بكين واسلوب ادارة الرئيس الاميركي الجديد جورج بوش.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر: «لقد اوضحنا تماما اننا نعتقد ان اجتماعا بناء يمكن ان يضع الاساس لمزيد من العلاقات، وعلى الجانب الاخر فان اجتماعا يسوده الجدل يمكن ان يقدم لنا مؤشرا على اذا ما كان الصينيون يعتزمون المضي قدما في هذه العلاقات ام لا».

وهناك عدد من القضايا الحيوية المعلقة التي يمكن ان تتأثر بهذه الازمة ومنها مبيعات الاسلحة الاميركية لتايوان والمزايا التجارية التي تحصل عليها الصين من التعامل مع الولايات المتحدة وحتى طلب بكين لتنظيم دورة الالعاب الاولمبية عام 2008. وفي الوقت ذاته تخوض الصين معركة دبلوماسية لمنع التصويت على قرار اميركي ينتقد سجل حقوق الانسان الصيني في لجنة تابعة للامم المتحدة في جنيف.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية زانج جيي ان المحادثات ستركز على سبب الحادث الذي وقع في اول الشهر الجاري بين طائرة تجسس اميركية، ومقاتلة صينية، ومطالبة الصين بانهاء الولايات المتحدة لرحلات الاستطلاع حول الساحل الصيني، وان تتخذ خطوات لمنع تكرار مثل هذا الحادث.

واضافت: «لدى الجانب الصيني كل الحق في القيام بتحقيق كامل».

وهبطت الطائرة الاميركية هبوطا اضطراريا في جزيرة هاينان بجنوب البلاد بعد التصادم مع الطائرة الصينية التي تحطمت وسقطت في البحر. واحتجز طاقم الطائرة المكون من 24 فردا لمدة 11 يوما في ازمة دبلوماسية كما تحفظت الصين على الطائرة الاميركية.

واوضحت زانج: «ان الجانب الصيني سيتعامل مع الطائرة بما يتوافق مع نتيجة التحقيق»، دون الاشارة الى الوقت الذي سيستغرقه التحقيق. لكن بيت فيرجا رئيس الوفد الاميركي والقائم باعمال وكيل وزير الدفاع لشؤون السياسة قد اكد ان طبيعة المحادثات ستكون «صريحة» وهي كلمة قوية في السياق الدبلوماسي. وذكرت زانج ان وفد التفاوض الصيني سيضم مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين برئاسة لو شومينج المدير العام لادارة اميركا الشمالية في وزارة الخارجية.

واصرت واشنطن مرة اخرى على عدم وقف رحلات الاستطلاع الاميركية، بينما واصلت الصين تأكيدها على ان مثل هذه الرحلات تنتهك القانون الدولي لتهديدها الامن القومي الصيني. كما كان رد فعل بكين غاضبا تجاه تصريحات الولايات المتحدة التي تتهم فيها الطيار الصيني وانج وي بالتسبب في الحادث.

واعلن الرئيس جيانج زيمين ان وانج الذي قتل في الحادث هو: «حامي حمى البحر والسماء»، وطلب من الجنود الصينيين السير على دربه. واوضحت التصريحات عن وانج الذي وصف مؤخرا بانه «شهيد للثورة» انه من غير المرجح ان تتراجع بكين عن اصرارها على ان تتقبل واشنطن اللوم.

وكانت المؤشرات القادمة من واشنطن تدل على موقف اميركي لا يقل تشددا بعد ان اشار البيت الابيض الى ان الفريق الاميركي، لن يألو جهدا لكي يخبر نظيره الصيني ان وانج هو المسؤول. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض: «ان الفريق الاميركي سيوجه اسئلة عسيرة، عن الاسلوب الذي اعترضت فيه المقاتلة الصينية بشكل خطير الطائرة الاميركية وسيطلبون اعادتها».

ويبحث في الوقت الراهن في واشنطن ما اذا كانت المقاتلات الاميركية سترافق رحلات الاستطلاع لمطاردة طائرات الاعتراض الصينية وهي خطوة استفزازية الى حد كبير. واصر البيت الابيض على ان نتيجة الاجتماع لن تؤثر على قرار بوش الخاص بمسألة بيع مدمرات متقدمة الى تايوان التي تعتبرها الصين اقليما منشقا.

وفي خطوة من المتوقع ان تغضب الصين قال الرئيس التايواني تشين شوي بيان لسياسيين اميركيين زائرين امس ان واشنطن يجب ان تساعد على حماية ديمقراطية الجزيرة عن طريق تقديم الاسلحة اللازمة. وقالت الصين التي هددت بغزو تايوان اذا ما اعلنت الاستقلال او تلكأت فيما يتعلق بالتوحد مع الصين ان بيع واشنطن للاسلحة المتقدمة للجزيرة من الممكن ان يشعل صراعا في منطقة مضيق تايوان.