كشف وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس، امس النقاب عن ان المبادرة الأردنية ـ المصرية لوقف المواجهات الاسرائيلية ـ الفلسطينية واستئناف مفاوضات السلام تعرضت لأربعة تعديلات، وان النص الرسمي الذي سلمه إياه وزير الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب اول من امس، هو آخر طبعة من المبادرة بعد اجراء تلك التعديلات.
وكان بيريس يتحدث بعد ان سلم النص الرسمي للمبادرة الى رئيس الحكومة ارييل شارون، وقال: شارون يحتاج الى وقت ليدرس هذه المبادرة.
بالمقابل، انتقد وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه المبادرة بصيغتها الحالية، وقال في حديث اذاعي امس ان اسرائيل غيرت حوالي نصف بنود المبادرة.
وأثارت هذه التصريحات حفيظة قوى اليمين في الائتلاف والمعارضة في اسرائيل. وقال النائب شاؤول يهلوم من «المفدال» انه اصيب بالذهول منها «فقد قالوا لنا انه لا توجد أية مفاوضات سياسية في ظل اطلاق النار، فكيف تم تعديل هذه المبادرة اربع مرات؟! ومن الذي فاوض المصريين والأردنيين باسم اسرائيل؟! وهل كان ذلك بمعرفة شارون؟!».
وكانت زيارة الوزير الأردني قد ضاعت في خضم الأحداث العسكرية خلال اليومين الماضيين، إن كان جراء القصف الاسرائيلي المدمر للرادار السوري في لبنان او في اعادة احتلال المناطق الفلسطينية في غزة. وظهرت الانباء حولها في الصحف الاسرائيلية امس، مقتضبة للغاية ونشرت في اماكن هامشية.
وفي الوقت نفسه، اعلن في تل ابيب امس ان بيريس يدير قناة اتصال سرية مع الفلسطينيين بواسطة اوري سفير، احد مهندسي مفاوضات اوسلو والعضو السابق في الكنيست الاسرائيلي.