«حزب الله»: موقف الحريري من المقاومة غامض ويشكل خروجا على البيان الوزاري وموقف الدولة

TT

انتقد «حزب الله» رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بسبب اعتباره ان عملية المقاومة الاسلامية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا قبل عشرة ايام جاءت «خطأ في التوقيت». واعتبر رئيس كتلة نواب الحزب في البرلمان النائب محمد رعد ان «الحريري يبدو غامضاً في موقفه. وهذا الموقف خروج على البيان الوزاري وعلى موقف الدولة الداعم للمقاومة، ومحاولة للتعبير عن منطق يعود بالبلاد الى بدايات الاحتلال».

ورفض رعد «الرهان على الدبلوماسية» لتحرير مزارع شبعا، مؤكداً ان «المقاومة مصرة على مواصلة عملياتها». وقال في حديث بثته احدى محطات التلفزة اللبنانية، رداً على سؤال عما اذا كان يعتبر ما نشرته جريدة «المستقبل» حول عملية المقاومة في شبعا مجرد خطأ في التوقيت ام انه يعبر عن موقف رئيس الحكومة: «ان التطورات الاخيرة وما صدر على لسان الرئيس الحريري تؤكد ان ما نشرته جريدة «المستقبل» هو موقف رئيس الحكومة وهو ـ اي الموقف ـ خروج على البيان الوزاري وخروج على موقف الدولة الداعم للمقاومة وحق الشعب اللبناني في استمرار العمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي حتى يخرج نهائياً من ارضنا. وليس الحديث عن التوقيت الا محاولة التفافية للتعبير عن هذا المنطق الذي لم يعد يرى في المقاومة الطريق المناسب لتحرير بقية الاراضي. وهو منطق يعود بالبلاد الى بدايات الاحتلال واللغة التي سادت ازاء خيار المقاومة. وهذه اللغة اثبتت الايام عدم صحتها، لان لبنان لو راهن على الخيارات الدبلوماسية وحدها لكان الاحتلال قائماً حتى الآن».

وعن العلاقة المستقبلية بين «حزب الله» والرئيس الحريري، قال رعد: «لسنا معنيين بسجال مع هذا المنطق الذي هو منطق شاذ عن الاجماع الوطني اللبناني وعن التنسيق اللبناني ـ السوري القائم منذ فترة طويلة والذي اعطى للبنان قوة ومهابة. وفي المعادلة الدولية، نحن نمارس حق لبنان في مقاومة الاحتلال وسنستمر حتى طرده. واي نقاش حول المقاومة وفاعليتها لا ينبغي ان يعطي اوراقاً مجانية للعدو ليغطي اعتداءاته على لبنان».

وعما اذا كان ما نشرته «المستقبل» يتعدى موقف الرئيس الحريري الى الحكومة نفسها، قال رعد: «ان موقف الدولة صوّبه الرئيس (اميل) لحود صباح اليوم التالي على صدور الصحيفة المذكورة. وهذا هو المنطق الذي يلتزمه لبنان رسمياً وشعبياً. وهو المنطق الذي يقوم عليه التنسيق بين لبنان وسورية بمواجهة المشروع الصهيوني». واذا كان موقف الرئيس الحريري سيؤثر في طبيعة عمل المقاومة، افاد رعد: «ليس له تأثير على الاطلاق لأن المقاومة مصرة على مواصلة عملياتها. وهذا الاصرار ينسجم مع مضمون البيان الوزاري الذي اخذت الحكومة الثقة على اساسه. والحريري عندما يعترض على التوقيت، في الحقيقة يبدو غامضاً في موقفه، وكأنه يريد شيئاً آخر، لأنه حتى الآن لم يجب الحريري حول التوقيت الذي يراه مناسباً كي تقوم المقاومة بعملياتها». وعن طبيعة هذا «الشيء الآخر» قال رعد: «ربما عدم القناعة اصلاً بالمقاومة، وهذا الامر لا يبدو الآن محل استغراب».

وقيل لرعد ربما ان الحريري يفضل الدبلوماسية على العمليات العسكرية لتحرير مزارع شبعا، فاجاب: «الرهان على الدبلوماسية هو رهان عقيم. الآن كل الانتفاضة والدماء في فلسطين لا تحرك المجتمع الدولي من اجل ايجاد سبل لاعطاء الفلسطينيين حقوقهم. اذا اردنا ان نضع القضية اللبنانية على الرف وننسى الاحتلال للمزارع، عندها ينبغي ان نراهن على الدبلوماسية التي يراهن عليها الرئيس الحريري. اما اذا اردنا ان يضج العالم بالقضية اللبنانية وبأن هناك احتلالاً فليس هناك سوى المقاومة التي قرارها السياسي بيد الشعب اللبناني الذي قرر هذا الخيار. والمقاومة تترجم هذا الخيار. اما النقاش في التوقيت فهذا لسنا معنيين فيه على الاطلاق، ولا تتحكم فيه المواعيد والزيارات والحوادث المحلية والاقليمية».