باحثان أوروبيان يؤكدان الغازات السامة في حرب الريف بالمغرب

TT

اكد باحثان اوروبيان في التاريخ لجوء القوات الاستعمارية العسكرية الفرنسية والاسبانية لاستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في مناطق الريف شمال المغرب ابان الحرب التي شنت لاخماد المقاومة الريفية بقيادة الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي في العام 1924.

وقال سيبستيان بلفور الاخصائي الاكاديمي الانجليزي في مؤتمر صحافي مساء اول من امس بالرباط عقدته جمعية الدفاع عن ضحايا حرب الغازات السامة بالريف بعد ان منعت السلطات المحلية لمدينة الحسيمة عقد ندوة دولية حول الموضوع يومي الجمعة والسبت الماضيين «ان الدلائل موجودة حول استعمال الغاز السام المحظور المسمى غاز «الابريت» في حرب التي بقيت حربا شبه سرية واخبارها مجهولة لدى الاسبان».

ولم يستبعد بلفور احتمال ارتفاح نسبة الاصابة بالسرطان عند سكان الريف، باستعمال غاز «الابريت» الفتاك، لانهاء الحرب بسرعة، غير انه ترك الحسم النهائي في الظاهرة للنتائج التي قد تستخلص من بحث علمي ميداني دقيق العلاقة ما بين مرضى السرطان وآثار الغازات».

واوضحت الباحثة الاسبانية مارية روزا ان «حالات لمرضى مغاربة عرضوا في المستشفى الفرنسي بطنجة في فترة من التاريخ كانت شبيهة بحالات ضحايا الغازات السامة خلال الحرب العالمية الاولى». وطالبت «بالاعتراف الاخلاقي على الاقل بالجريمة المقترنة في حق سكان المنطقة».

وقال مسؤول في الجمعية المغربية لضحايا حرب الغازات السامة في تعليقه عن منع الندوة «نحن متشبثون بعقد الندوة لاحقاً، وسنقوم بجميع المساعي للسماح لنا بممارسة حقنا في البحث والتقصي في الموضوع، والمنع يناقض القوانين المغربية والحريات العامة ومبادئ ومقتضيات الدستور وحقوق الانسان بالمغرب، ومحامي الجمعية يدرس امكانيات رفع دعوى قضائية ضد السلطة الادارية التي فاجأت الجميع بالمنع».

وقال عزيز بنعزور المسؤول بمكتب الجمعية «تولد لدينا الامل في عقد الندوة بعد رسائل ايجابية من وزير العدل ووزير الشؤون الخارجية في الحكومة».

مشيرا الى ان الوزيرين تمنيا النجاح لندوتنا في كشف الحقائق. وقال بنعزور هناك مفارقة وتناقض في سلوك الحكومة. وعقلية خاصة في التعامل مع قضايا منطقة الريف».

وتساءل بنعزور «لماذا كل هذا، الخوف من قضية المعالجة مع التاريخ والحقيقة». يشار الى ان الندوة التي كان من المقرر ان تلتئم يوم السبت، الماضي لتنتهي امس بمدينة الحسيمة (شمال المغرب)، قد دعيت للمشاركة فيها فاعليات سياسية واكاديمية من المغرب وفرنسا واسبانيا. واكدت الجمعية ان العروض العلمية المبرمجة في الندوة مثل عرض للخبير سيبستيان، «الذي يشتغل على الارشيفات العسكرية «تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان القوات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية استعملت فعلا غازات سامة في حربها ضد المقاومة المغربية في المناطق الشمالية المغربية».

واكدت الجمعية ان لديها معطيات «تثبت ان المضاعفات الصحية التي يعاني منها سكان المنطقة، خاصة مرضى السرطان ناجمة عن استعمال غازات سامة».