باريس ونواكشوط تمهدان لتطبيع علاقاتهما

TT

عبد الله ولد محمدي وصفت مصادر موريتانية اللقاء الذي جمع في باريس وزير الخارجية الموريتاني الداه ولد عبدي بنظيره الفرنسي هوبير فيدرين اول من امس بأنه البداية العملية لروح جديدة في العلاقات بين البلدين إلا ان هذه المصادر لم توضح ما اذا كان البلدان سيستأنفان التعاون العسكري المتوقف منذ تداعيات اعتقال الضابط الموريتاني أعلي ولد الداه في فرنسا بتهمة التعذيب وهروبه في ما بعد الى موريتانيا.

ومنذ توليه حقيبة الخارجية جعل الداه ولد عبدي وهو سفير سابق في باريس والرباط من أولوياته اعادة تفعيل العلاقات مع فرنسا، وهو الذي احتفظ بعلاقات جيدة مع المسؤولين الفرنسيين.

وزيارة الوزير الموريتاني هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لمسؤول موريتاني رفيع المستوى الى العاصمة الفرنسية منذ التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين. وقد ظل كبار المسؤولين الموريتانيين يتجنبون المرور بباريس خلال الأشهر الماضية تبعاً لتعليمات خاصة.

وكانت حركات المعارضة الموريتانية النشطة في فرنسا قد قامت بحملة قوية ضد السلطات الموريتانية متهمة إياها بالقيام بخروقات كبيرة لحقوق الانسان. وكانت اولى ثمار هذه الحملة اعتقال الضابط الموريتاني لمقاضاته امام محكمة فرنسية قبل ان يتم تهريبه من فرنسا في ظروف غامضة.

وساعدت اطراف مختلفة على ترطيب الأجواء بين نواكشوط وباريس. وترى بعض المصادر ان المغرب لعب دوراً في التقارب الجديد، فيما تشدد مصادر أخرى على ان ثمة رغبة مزدوجة من الطرفين لإنهاء المشاكل العالقة، وقد ساعد وجود وزير خارجية موريتاني يعرف الطبقة الحاكمة في فرنسا جيداً ونسج علاقات مع اطرافها المختلفة على حل هذه المشاكل وبدء صفحة جديدة.

وتضع الدبلوماسية الموريتانية محور العلاقات مع فرنسا في خانة الأولويات في الظروف الحالية التي تشهد فيها اوضاع منطقة الشرق الأوسط تأزماً كبيراً وذلك على حساب تقاربها مع اسرائيل الذي يشهد قدراً كبيراً من البرودة كما تصف ذلك اوساط دبلوماسية في نواكشوط. وتعطي هذه الأوساط مثالاً على ذلك بعدم استقبال الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع مبعوثاً من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في زيارته الأخيرة لنواكشوط وحصر الاتصال معه بمدير في وزارة الخارجية الموريتانية.

وحاولت نواكشوط في الآونة الأخيرة التركيز بشكل اكبر على علاقاتها بالرباط والتنسيق السياسي على أعلى المستويات بين البلدين، كما ان الرئيس ولد الطايع قام بتصفية التوتر مع السنغال بربطه علاقات شخصية وقوية بالرئيس السنغالي عبد الله واد وقد حضر الرئيس الموريتاني اخيراً الاحتفالات بعيد استقلال السنغال، فيما شاركت فرقة من الجيش الموريتاني لأول مرة في الاستعراض العسكري في المناسبة. وكل هذه الترتيبات في العلاقات مع حلفاء فرنسا تريح الفرنسيين وتمهد الطريق لعلاقات مريحة مع نواكشوط.