تيار «الاستقلال» يتجه نحو الفوز بانتخابات الجبل الأسود

دور ترجيحي حاسم للبوشناق والألبان. وفد من «لجنة الاتصال» في بودغوريتسا لإبلاغها بخطورة الانفصال

TT

سراييفو: عبد الباقي خليفة لم تشهد اي انتخابات سابقة في تاريخ الجبل الاسود اقبالا شبيها بالذي شهدته الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل موعدها امس. فمنذ الدقائق الاولى لفتح ابواب المراكز الانتخابية البالغ عددها 1090 مركزا اصطف الناخبون في طوابير وصل طول بعضها الى مئات الامتار منتظرين الادلاء بأصواتهم من دون ملل لادراكهم ان نتائج هذه الانتخابات هي التي ستحدد مصير الاتحاد اليوغوسلافي ومستقبل الجبل الاسود، وهم يعتبرون هذه الانتخابات بمثابة استفتاء قبل الاستفتاء على استقلال البلاد. ويتجاوز عدد الذين يحق لهم الادلاء بأصواتهم 440 ألف نسمة من اصل حوالي 700 ألف نسمة عدد سكان الجبل الاسود لانتخاب 77 ممثلا وهو عدد المقاعد البرلمانية من اصل 920 مرشحا. ويراقب الانتخابات 3000 مراقب محلي وأجنبي بينهم 41 مراقبا من منظمة الامن والتعاون الاوروبي. وتشير استطلاعات الرأي التي تجريها معظم وسائل الاعلام الاجنبية التي تغطي هذه الانتخابات باهتمام كبير الى ان تيار الاستقلال الذي يتزعمه رئيس الجبل الاسود ميلو دجو كانوفيتش يمكن ان يحصل على اكثر من 53 في المائة من اصوات الناخبين في حين سيحصل التيار اليوغوسلافي بزعامة الحزب الشعبي الاشتراكي على حوالي 34 في المائة من الاصوات. كما ان للبوشناق والالبان دورا في هذه الانتخابات وهم الذين سيحددون مستقبل الجبل الاسود في البقاء ضمن الاتحاد اليوغوسلافي او الاستقلال عنه. فالبوشناق البالغة نسبتهم 45 في المائة والالبان البالغة نسبتهم 65 في المائة يمثلون هم الكفة الراجحة للاستقلال لان شرعية الاستفتاء وشرعية تعديل الدستور في البلاد لا تتم الا اذا كانت النسبة المؤيدة تزيد على الثلثين، النسبة التي يصعب على اي تيار بلوغها من دون تأييد البوشناق والالبان له. ويشارك في هذه الانتخابات، احزاب مسلمة بوشناقية وألبانية مؤيدة للرئيس دجو كانوفيتش.

لكن التيار اليوغوسلافي لن يرضى باستقلال الجبل الاسود بالسهولة التي تتمناها بودغوريتسا، فقد اعلن بريدراغ بولاتوفيتش رئيس الحزب الشعبي الاشتراكي في الجبل الاسود انه في حال فوز تيار الاستقلال في الانتخابات البرلمانية فان تحالفه لن يعترف بنتائجها وسيواجه الانفصاليين بشتى الوسائل.

وهذه التصريحات التي يرى فيها المراقبون ربما الخطوة الاولى لحرب اهلية داخل الجبل الاسود تلقى الدعم من بلغراد والسلطات الفيدرالية. فقد اعلن رئيس وزراء الاتحاد اليوغوسلافي وهو من الجبل الاسود امس ان ممثلين عن «لجنة الاتصال الدولية» المكونة من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا سيصلون الى بودغوريتسا فور اعلان نتائج الانتخابات لاقناع سلطات الجبل الاسود بموقف المجتمع الدولي في الحفاظ على الاتحاد اليوغوسلافي لان العالم يعرف ان انفصال الجبل الاسود عن صربيا يعني عدم استقرار المنطقة وسائر دول البلقان. وجاء الرد على هذه التصريحات بشكل سريع من الجبل الاسود رغم فترة السكوت الانتخابي في البلاد فقد اعلن ميودراغ فوكوفيتش رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه دجو كانوفيتش انه سيجري الاستفتاء الشعبي لمستقبل الجبل الاسود فور اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية كما صرح رئيس وزراء الجبل الاسود فيليب فوينوفيتش ان ديون يوغوسلافيا الخارجية 17 مليار دولار وان هذه الديون تزداد بشكل يومي حوالي 6 ملايين مارك الماني. فهل نحن مسؤولون عن هذه الديون وهل يإمكاننا البقاء داخل هذه الدولة؟ ومهما كانت نتائج الانتخابات البرلمانية في الجبل الاسود التي ستعلن نتائجها الاولية في الساعات الاولى من صباح اليوم (الاثنين) فان تطورات جديدة يرى البعض خطورتها ستجري على ساحة الجبل الاسود وساحة البلقان خلال الايام القليلة القادمة في حال ربطها مع ما يجري في كوسوفو ومقدونيا والبوسنة.