الحريري لتلفزيون الفاتيكان: لا نلتقي مع صفير في مطالبته بانسحاب السوريين من لبنان

قال إن الإدارة ما زالت تدرس خياراتها في الشرق الأوسط

TT

التقى رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، اول من امس، البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان لمدة 15 دقيقة وتمحورت المباحثات بينهما حول الوضع في الشرق الأوسط وتعثر عملية السلام.

وفي مقابلة مع تلفزيون الفاتيكان، رد الحريري على سؤال عن اهمية الوجود المسيحي في لبنان فقال: «انا كنت رجل اعمال، اما الآن فرئيس لمجلس الوزراء، ان المسيحيين هم لبنانيون مثل الجميع ويلعبون دورا مهما جدا في المجالات كافة خصوصا على الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية. انهم يشاركون في الحياة السياسية في البلاد. ان لبنان هو بلد ونحن متفقون على العيش معا والعمل معا، عندنا نوع من الزواج الكاثوليكي».

وردا على سؤال عما اذا كان اللبنانيون يثقون بالسياسيين في ظل ورشة الانماء والاعمار القائمة، قال الحريري: «من اجل بناء البلد وقلب بيروت هناك حاجة الى المال والى ان يقدم القطاع الخاص مساهماته، ولكن العلاقة بين اللبنانيين تقوى بالحوار، وانا اثق بقوة ان النقاط المشتركة بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين هي اكثر بكثير جدا من نقاط الاختلاف. انني احاول دائما التركيز على النقاط المشتركة ونقاط الالتقاء واحاول التقليل من نقاط الاختلاف الموجودة ونستطيع حل كل نقاط الخلاف القائمة بالحوار».

وردا على سؤال عن مطالبة البطريرك نصر الله صفير بانسحاب الجيش السوري من لبنان وما اذا كان مطلب البطريرك هو مطلب الحكومة ايضا، قال الحريري: «ان الحكومة اللبنانية تنتهج سياسة مناقضة لموقف البطريرك تماما، نحن لسنا على اتفاق مع البطريرك على هذه النقطة وانا رأيته اول من امس وقد ناقشنا هذه النقطة وشرحت له كما شرح له رئيس الجمهورية عندما التقاه قبل ايام كذلك، شرحنا ان المصلحة الوطنية للبلاد تتطلب ضرورة بقاء الجيش السوري في لبنان».

وأضاف الحريري: «الوجود السوري في لبنان قائم لاسباب عدة، فالاسرائيليون انسحبوا من معظم الاراضي اللبنانية ولكنهم ابقوا على جزء من الارض اللبنانية محتلا في مزارع شبعا التي هي ارض لبنانية، بالتأكيد ومن دون اي شك فاللبنانيون يريدون استعادة هذه الاراضي المحتلة حالما ينسحب الاسرائيليون منها.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية دخل السوريون الى بلادنا منذ اكثر من عشرين سنة وساعدونا على المحافظة على تثبيت وحدة البلد وتحديدا على التوصل الى اتفاق الطائف على اعادة اقامة الدولة والبطريرك صفير ما يزال موافقا على اتفاق الطائف».

وأوضح الحريري ان «اتفاق الطائف لا يقول ان على السوريين ان يغادروا اليوم. وهذا الموضوع يحتاج الى نقاش ونحن ما نزال نحتاج الى الجيش السوري، ولا يحق لاحد ان يقرر في هذا الموضوع سوى الدولة، رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء، هم الذين يمثلون البلاد وهم الذين يطلبون من الجيش السوري البقاء ام لا».

وأكد الحرير ان: «الجيش السوري موجود لعدة اسباب، فهو يساعدنا على تأمين الامن والاستقرار ويساعدنا على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وفي مجالات مختلفة».

وفي مقابلة اخرى مع اذاعة الفاتيكان، قال الرئيس الحريري ردا على سؤال حول الصمت الاميركي الاخير بالنسبة للشرق الأوسط: «وحسب ما اعلم ان الولايات المتحدة مع الادارة الجديدة ما زالت تدرس خياراتها وكيف تتصرف حيال قضية الشرق الاوسط، من دون ادنى شك هي تدرس نتائج السياسة التي اتبعتها الادارة السابقة وتضع الاسس لسياستها في السنوات المقبلة. وهذا امر طبيعي رأيناه مع جميع الادارات السابقة. كل ادارة جديدة تأتي تأخذ بين 4 و5 اشهر حتى تبدأ بالتحرك باتجاه الشرق الاوسط».

وعن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان قال الحريري: «الوضع الاقتصادي مرتبط بسنوات الحرب. لبنان خاض حربا مع نفسه ومع اسرائيل للعشرين سنة الماضية. اسرائيل احتلت اجزاء من الجنوب منذ ما يزيد على عشرين سنة وبقي الاحتلال حتى العام الماضي ولم تنسحب كليا وبقيت مزارع شبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي. عندما يتم احتلال بلد صغير مثل لبنان من دولة اجنبية وينكل هذا الاحتلال بأبنائه قصفا وقتلا وتدميرا للقرى والبيوت يوميا على مدى 20 عاما، فلا بد ان يتأثر الوضع الاقتصادي، اضافة الى الحرب الاهلية التي حصلت. فهناك امران الحرب الاهلية من جهة والاحتلال الاسرائيلي من جهة اخرى. والاثنان بدون شك اثرا تأثيرا مباشرا على الاقتصاد اللبناني. هذه الحكومة والحكومات السابقة منذ عام 90 حتى الآن قامت بجهود جبارة لاعادة التوازن للاقتصاد اللبناني ولدفع عجلة الاقتصاد الى الامام».

وأضاف الحريري: «ليس من الطبيعي ان يحتل بلد وتشن عليه حرب خلال عشرين عاما وبعد ذلك نتكلم عن الوضع الاقتصادي. نحن رأينا اوروبا عندما قامت الحرب العالمية الثانية لمدة 4 سنوات، رأينا ان اوروبا احتاجت الى اكثر من 20 عاما بعد الحرب، رغم كل ثرواتها وامكانياتها حتى استطاعت ان تلتقط انفاسها».

ورداً على سؤال عن اعادة توطين الفلسطينيين في جنوب لبنان، قال الحريري جازما: «هذا مستحيل، هناك اجماع لبناني على رفض توطين الفلسطينيين».