حوار البابا والحريري في الفاتيكان لم يتطرق إلى الوجود السوري في لبنان

ترجيح زيارة صفير لدمشق برفقة البابا يوحنا بولس الثاني

TT

قال مصدر في الوفد اللبناني المرافق لرئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري في زيارته الى حاضرة الفاتيكان ان لقاءه مع البابا يوحنا بولس الثاني دام عشرين دقيقة تلاه اجتماع مع رئيس وزرائه الكاردينال سودانو ووزير الخارجية المونسنيور جان لوي توران لمدة اربعين دقيقة.

وبحسب المصدر نفسه فان الحوار في اللقاءين دار باللغة الفرنسية ولم يتطرق البابا الى موضوع الوجود السوري في لبنان بينما طرح الرئيس الحريري مسألة احتلال اسرائيل المستمر للجولان والاراضي الفلسطينية اضافة الى جزء من اراضي لبنان واعتداءاتها المتواصلة عليه وآخرها العدوان على محطة الرادار السورية في ضهر البيدر. ووصف الحريري هذه الغارة بانها «تطور خطير يهدد الاستقرار في المنطقة». كما لفت رئيس مجلس الوزراء نظر البابا الى خطورة قرار الحكومة الاسرائيلية الحالية استخدام سياسة القوة وان استمرار احتلالها لمزارع شبعا يهدد بمزيد من التصعيد.

وسأل البابا الرئيس الحريري عن نصيحته بشأن الخطاب الذي يمكن اعتماده خلال زيارته لسورية فشدد الحريري على اهمية ان يضع البابا بصفته رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم نفوذه المعنوي للدعوة الى احترام القانون والشرعية الدوليين وقرارات الامم المتحدة وحقوق الانسان.

وسأل البابا الحريري عن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، فأجابه رئيس مجلس الوزراء ان النقاط المشتركة بين اللبنانيين المسيحيين والمسلمين كثيرة ونحن نعمل على زيادتها وتقويتها اما نقاط الخلاف فقليلة ونعمل على تذليلها بواسطة الحوار.

وأضاف المصدر اللبناني المرافق للرئيس الحريري ان لقاءه ورئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال انجلو سودانو ووزير الخارجية جان لوي توران بدأ بسؤال حول السكان المسيحيين في الشريط الحدودي المحرر، فأجابه الرئيس الحريري ان المتعاملين منهم مع اسرائيل والذين لم يفروا مع اندحار الاحتلال لاقوا عقوبات رئيفة من القضاء اللبناني شأنهم شأن العملاء السابقين من المسلمين. وكان سؤال آخر عن توطين الفلسطينيين، فأجابه الرئيس الحريري ان هناك اجماعا بين اللبنانيين حول استحالة حصوله.

ثم انتقل الحديث الى الوضع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وعندما شعر الرئيس الحريري ان هناك تحميلا لمسؤولية التصعيد الى آرييل شارون، دعا محاوريه الى اخراج هذه الانتقادات من الغرف المغلقة الى العلن واحراج شارون لردعه عن تطرفه.

وأكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني ان الكلام نفسه يردده القادة العرب على اختلاف انظمتهم وايديولوجياتهم حول تطرف شارون ومسؤوليته في تهديد الاستقرار في المنطقة. ونبه من مغبة السكوت عن ضرب شارون عرض الحائط بالشرعية الدولية واستبدالها بشريعة الغاب.

وكشف المصدر في الوفد الرسمي اللبناني الذي زار الفاتيكان ان موضوع البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لم يتم التطرق اليه في لقاء الرئيس الحريري والبابا يوحنا بولس الثاني، لكنه كان مدار بحث مع سودانو وتوران اللذين ابلغا الحريري ان الكاردينال صفير سيزور الفاتيكان قبل توجه البابا في زيارته الى سورية بعد اقل من اسبوعين. وقد ابلغهما الحريري بأنه نصح البطريرك صفير بمرافقة البابا في زيارته الى سورية وشعر منهما بان هذا هو تمني الفاتيكان ايضا. وقد اكد سودانو وتوران للحريري ان علاقة الفاتيكان مع سورية ممتازة وانهما لا يشعران ان للكنيسة الكاثوليكية ان تعلق على العلاقة بين الدولتين السورية واللبنانية. وكرر الحريري على مسمعهما تمنيه على ان تشمل رسالة البابا من دمشق ضرورة احترام القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية وحقوق الانسان في فلسطين، فأجاباه ان هذا ما تدعو اليه مبادئ الديانة المسيحية.

وترجح مصادر الفاتيكان ان يعمد البطريرك صفير الى مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته الى دمشق وان يسافر معه بعد مجيئه الى روما لمقابلته.

وبعد ظهر امس غادر الحريري روما متوجها الى واشنطن حيث سيلتقي بالرئيس الاميركي جورج بوش برفقة وزير المالية، فؤاد السنيورة ووزير الطاقة محمد بيضون ووزير الثقافة غسان سلامة ووزير الاقتصاد باسل فليحان.