محكمة مصرية تنظر قضية للتفريق بين الكاتبة نوال السعداوي وزوجها

TT

حددت محكمة القاهرة للأحوال الشخصية جلسة 18 يونيو (حزيران) المقبل لنظر الدعوى التي رفعها نبيه الوحش المحامي ضد الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي ويطالب فيها بالتفريق بينها وبين زوجها الدكتور شريف حتاتة بزعم ان الكاتبة ارتدت عن الاسلام وخرجت عنه، وبالتالي لا ينعقد لها زواج شرعي بمسلم ويجب التفريق.

وقدم الوحش بلاغا للنائب العام في 18 ابريل (نيسان) مطالبا بالسماح له برفع دعوى حسبة للتفريق بين نوال السعداوي وزوجها اسنادا الى التعديلات التي جرت على القانون المصري بعد حكم التفريق الشهير بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته وجعل القانون حق رفع دعاوى الحسبة من سلطات النائب العام وحده.

واعتبر الوحش عدم إذن النائب العام له يعد مخالفة قانونية وقرر اختصامه أيضا في القضية نفسها لامتناعه عن الإذن برفع الدعوى.

وقد استند الوحش في دعواه الى انه لا يحق له ان يرفع دعوى قضائية مباشرة ضدهما ولكن يحق له أن يتقدم ببلاغ للنائب العام بصفته مواطنا مصريا غيورا على دينه حسب قانون الاجراءات الجنائية. أما عن عقوبة التهمة الموجهة الى نوال السعداوي، فيزعم الوحش ان التهمة هي ازدراء الاديان وتستوجب الحبس مع الاشغال الشاقة المؤبدة، كما يتم التفريق بين الزوج وزوجته، والعكس كما سبق ان حدث من قبل مع نصر أبو زيد.

وأكدت نوال السعداوي لـ«الشرق الأوسط» انه لن يتم التفريق بينها وبين زوجها مهما حدث ولن تترك البلد كما فعل أبو زيد وزوجته، مما أدى الى هجرتهما الى الخارج.

وعن الاتهامات الموجهة اليها من انها اشارت في حوارها الى بعض الأمور التي اعتبرها البعض امورا محظورة. وكان من هذه النقاط التي اثارت ضجة التحدث عن الحج والحجاب، وقالت نوال السعداوي انها لم تذكر ذلك في حديثها بل كانت تسرد الوجهة التاريخية فأنا لم أنكر الحج فالحج فريضة ثابتة. وعن النقطة التي أثارت جدلا ورفضا من قبل شيوخ الأزهر هي مطالبة نوال السعداوي بالسماح بنقل الاعضاء الجنسية، وتقول السعداوي عن ذلك، ان نقل العضو الجنسي سواء للمرأة أو الرجل معترف به في العالم ككل مثله مثل أي عضو كالقلب والكلى، فلماذا نرفضه ويحدث رعب في بلادنا العربية عند الحديث عن هذا الجزء.

ودافعت نوال السعداوي عن مشروعية تسمية الأولاد باسم الأم فتقول ان العالم كله يمكن ان يسمي الطفل باسم امه، وهو تكريم للأم وليس إهانة، فالاسلام كرم الأمهات بأن جعل الجنة تحت اقدامهن فلماذا نهين المرأة في مجتمعاتنا الشرقية.

واعتبرت نوال السعداوي ان القضية ليست أمرا جديدا، مشيرة الى أن البداية ترجع الى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابقة ومصادرة أربعة كتب لها والهجوم عليها في احدى النداوت المنظمة بالمعرض، وان ما يحدث في المجتمع المصري الآن ما هو إلا بتر لأي فكر حر مستقل والقضاء على الأدباء والمفكرين من قبل التيارات السياسية التي أصبحت تعمل في ظل مناخ ملائم لسياستها.

وأكد حتاتة زوج نوال السعداوي انه لن يتخلى عن زوجته وأم أولاده مهما حدث ولن يترك زوجته ولن يترك البلد وأرجع سبب الهجوم على زوجته الى تأثر المجتمع في الآونة الأخيرة بالتيارات المتطرفة وارتباط بعض المفكرين والأدباء بالسياسة والسلطة، مما سمح بظهور الجمود الفكري كذلك السماح لبعض الجرائد المستقلة بالإساءة الى الافراد والأشخاص، مستندين لجذب الشباب والمراهقبين بالعناوين والصور الفاضحة التي تمس الدين والجنس.