انتخابات الجبل الأسود: فوز نسبي لتيار «الاستقلال» لا يمكنه من تمرير قانون الاستفتاء في البرلمان

الاتحاد الأوروبي يدعو بودغوريتسا للتعاون مع بلغراد و«عدم استفزاز شريك الأمس»

TT

بروكسل: عبد الحميد اليحياوي انعكست نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت اول امس في الجبل الاسود على الشارع العادي وقسمت السكان الى فريقين متباينين في رؤيتهما لمستقبل البلاد.

فبعد اعلان النتائج امس اتضح ان تيار الاستقلال الذي تزعمه ميلو ديوكانوفيتش رئيس الجبل الاسود حصل على 42 في المائة من اصوات الناخبين (35 مقعدا برلمانيا) وحصل التيار اليوغوسلافي على 40.9 في المائة (33 مقعدا)، كما فاز التحالف الحر الذي يؤيد الاستقلال على 7.8 في المائة (6 مقاعد برلمانية)، في حين حصلت الاحزاب الالبانية على 3 مقاعد. ولن تمكن هذه النتائج الرئيس ديوكانوفيتش من الحصول على الاصوات المطلوبة في البرلمان لتمرير قرار باجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير الجبل الاسود والاستقلال عن الاتحاد اليوغوسلافي، اذ يحتاج هذا القرار الى ثلثي مقاعد البرلمان البالغة 77 مقعدا، اي ان ديوكانوفيتش بحاجة الى 51 صوتا برلمانيا، كي يتمكن من تمرير قرار الاستفتاء، وهذا ما لن يتمكن منه رغم حصوله على الاغلبية وتأييد 45 صوتا برلمانيا. وقد جعل هذا الموقف السكان في حالة خلاف وبات التوتر يخيم على الجبل الاسود اكثر من ذي قبل، حيث ان مؤيدي الاستقلال اصيبوا بخيبة امل وتحطم حلمهم بالانفصال عن يوغوسلافيا بعد ان كانوا يظنون انهم سيتحولون العام المقبل الى دولة مستقلة.

لكن ديوكانوفيتش اكد من جديد انه ماض في طريق الاستقلال. وقال عقب اعلان النتائج انه يريد تشكيل حكومة ملتزمة باقامة دولة مستقلة، وابلغ انصاره ان ائتلاف «النصر للجبل الاسود» المؤيد للاستقلال حقق نصرا «صعبا ومهما» في الانتخابات البرلمانية، مشيرا الى انه لا يزال هناك عمل ينتظرهم قبل تحقيق هدفهم. وقال «سنبدأ في هذه المهمة غدا، وسنعد الترتيبات اللازمة لاقامة حكومة لبلوغ هدفنا وهو اقامة جمهورية جبل اسود مستقلة وديمقراطية وموالية لاوروبا».

واعلن ان «النصر للجبل الاسود» الذي يتزعمه سيتحالف مع تشكيلات اخرى موالية للاستقلال وهي التحالف الحر والاحزاب الالبانية. واوضح ان مؤيدي الاستقلال سيحصلون في البرلمان على «44 مقعدا مقابل 37» للائتلاف المعارض للاستقلال «معا من اجل يوغوسلافيا».

وفي بروكسل دعا الاتحاد الاوروبي سلطات الجبل الاسود الى التخلي عن كل ما من شأنه ان يؤجج الوضع بينها وبين بلغراد وان تتوصل بودغوريتسا الى اتفاق بالتراضي حول انفصال جمهورية الجبل الاسود عن الاتحاد اليوغوسلافي.

ودعت المفوضية الاوروبية ايضا حكومة الجبل الاسود الجديدة الى التعجيل بفتح باب التفاوض مع السلطات في بلغراد في اسرع وقت ممكن لاعادة النظر في العلاقات التي ستربط البلدين في المستقبل.

واكد جونار ويجاند المتحدث الرسمي باسم كريس باتن المفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية «انه يتعين على حكومة الجبل الاسود الجديدة ان تبادر بالاتصال بحكومة الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا للاسهام في خلق اجواء ثقة واستقرار في المنطقة وان ترتكز العلاقة الجديدة التي فرضتها صناديق الاقتراع بشكل ديمقراطي في الجبل الاسود على اسس السلاسة وعدم استفزاز شريك الامس».